تطبيق الذكاء الاصطناعي يحدد العمر البيولوجي عبر صورة سيلفي

في تطور جديد في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان الآن تحديد العمر البيولوجي للفرد باستخدام تطبيق "فايس إيدج" (FaceAge)، الذي يعتمد على تحليل صورة سيلفي بسيطة، وهذا التطبيق أصبح قادرًا على تحديد العمر البيولوجي للجسم، الذي يختلف عن العمر الفعلي للإنسان.

تطبيق الذكاء الاصطناعي يحدد العمر البيولوجي

طبقًا لدراسة نُشرت في مجلة "لانسيت ديجيتال هيلث" الشهيرة، قام تطبيق "فايس إيدج" بتدريب نموذج ذكاء اصطناعي باستخدام عشرات الآلاف من الصور لتحديد العمر البيولوجي للمستخدمين، ويمكن لهذا التطبيق، الذي يعرض نتائج دقيقة بناءً على صورة واحدة، تحديد الفروق العمرية التي قد تظهر في خلايا الجسم مقارنة بالعمر الفعلي.

دور التطبيق في الطب وعلاج السرطان

أظهرت الدراسة أن تطبيق "فايس إيدج" يمكن أن يساعد الأطباء في تقييم قدرة المرضى، خاصةً مرضى السرطان، على تحمل العلاجات القوية مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. 

ويقول الباحثون إن العمر البيولوجي الذي يحدده التطبيق يمكن أن يكون مؤشرًا حيويًا للمساعدة في اتخاذ قرارات طبية هامة، مثل اختيار العلاج الأنسب للمريض.

أحد المشاركين في الدراسة، ريموند ماك، المتخصص في الأورام بمستشفى "ماساتشوستس جنرال بريجهام" في جامعة هارفارد، أوضح: "بناءً على العمر البيولوجي للمريض، يمكن تحديد العلاج الأكثر ملائمة لحالته الصحية، مما يسهم في تقديم علاج أكثر أمانًا وفعالية".

نتائج التطبيق على المرضى

تُظهر نتائج التطبيق أن المرضى المصابين بأورام خبيثة يظهرون عمرًا بيولوجيًا أكبر بنحو 4.79 سنة مقارنة بأعمارهم الفعلية، وقد تبين أن ارتفاع الفارق بين العمر البيولوجي والعمر الفعلي يقلل من فرص البقاء على قيد الحياة، خاصة في حالات السرطان المتقدمة.

مخاوف أخلاقية وتحديات تقنية

على الرغم من الفوائد الكبيرة التي يقدمها تطبيق "فايس إيدج" في المجال الطبي، إلا أن هناك بعض المخاوف الأخلاقية المرتبطة باستخدام هذه التقنية.

 فقد يتساءل البعض عن كيفية استخدام هذه البيانات من قبل شركات التأمين أو أصحاب العمل لتقييم المخاطر الصحية. وفي هذا السياق، دعا هوغو أيرتس، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في مستشفى "ماساتشوستس جنرال بريغهام"، إلى ضرورة ضمان استخدام هذه التقنيات بما يخدم مصلحة المرضى فقط.

أهمية التطبيق

يعد تطبيق "فايس إيدج" خطوة هامة نحو تحسين الدقة الطبية في تقييم الصحة العامة والعلاج، ويعكس التقدم التكنولوجي الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي، ومع استمرار تطوير هذه الأدوات، من المتوقع أن يصبح لديها تأثير كبير في مجالات عديدة، لا سيما في الرعاية الصحية وتقديم العلاجات المتخصصة.