عاجل

آخرهم الرمادي.. لف وإرجع تاني فيلم الموسم برعاية الأندية للتلاعب على اللوائح

أيمن الرمادي المدير
أيمن الرمادي المدير الفني الجديد لنادي الزمالك

في محطة جديدة وطموحات مختلفة، يستقبل أيمن الرمادي اليوم تحديًا مغايرًا في مسيرته التدريبية، عندما يلاقي الزمالك مساء اليوم الجمعة، نظيره سيراميكا كليوباترا ضمن منافسات المرحلة النهائية لحسم بطل الدوري، وذلك بعد توليه القيادة الفنية للفريق الأبيض العريق، والتي تأتي بعد أشهر قليلة من تجربته الأخيرة مع فريق سيراميكا كليوباترا، والتي انتهت بالإقالة على خلفية تذبذب النتائج.

 

 

فيلم الموسم مستمر (لف وارجع تاني)


قرار إدارة الزمالك باختيار الرمادي لتدريب الفريق يثير بدوره تساؤلات حول ديناميكية سوق المدربين في الدوري المصري، خاصة وإن قرار إقالته من تدريب سيراميكا كليوباترا بنهاية شهر فبراير الماضي لم يمضى عليها سوى ساعات قليلة حتى أعلن النادي عن تعيين علي ماهر خلفًا له، وهو الذي كان قد أقيل بدوره من تدريب النادي المصري البورسعيدي بسبب تراجع الأداء، هذا التسلسل السريع للأحداث يعكس بوضوح ظاهرة "الكراسي الموسيقية" التي باتت سمة مميزة لمشهد الإدارة الفنية في الكرة المصرية، فسرعة اتخاذ القرارات بالإقالة والتعيين، غالبًا ما تكون مدفوعة بضغوط النتائج وتطلعات الجماهير، ما يلقي بظلاله على استقرار الأجهزة الفنية وفرص بناء استراتيجيات طويلة الأمد للأندية، لفيلم عنوانه (لف وإرجع تاني) أبطاله المدربين ومن إخراج مجالس إدارات الأندية، بتحايلهم وتلاعبهم على اللائحة التي تم تشريعها لتقييد انتقالات المدربين بين ناد وآخر في الموسم الواحد.

 

حرب وتوصية


رابطة الأندية المصرية المحترفة، كانت بدأت في عام 2022، حربها لوقف لعبة الكراسي الموسيقية والحد وتقنين انتقال المديرين الفنيين بين الأندية، بتقديم توصية لاتحاد الكرة بوضع لائحة تفيد بعدم الموافقة على قيد أي مدير فني لتولي مسؤولية قيادة فريق بعد أن رحل عن فريق آخر بنفس الموسم.

 

تشريع جديد


اتحاد الكرة تحرك لمنع التلاعب وقام بتشريع لائحة تقضي بمنع انتقال المدربين بين الأندية في الموسم الواحد، وهذا القرار يشمل الإقالة أو الاستقالة أو الرحيل بالتراضي بين المدير الفني والنادي، إذا تقرر السماح للمدير الفني بالتعاقد مع نادٍ آخر إذا تم الاستغناء عنه وذلك بحد أقصى ناديين «اثنين فقط»، وعلى النادي الذي يقوم بتغيير مديره الفني إثبات الطرف الفاسخ للتعاقد قبل توثيق عقد المدير الفني الجديد.

 

عشوائية المشهد


حركة تنقلات المدربين بين الأندية، آفة عشوائية عاشتها الكرة المصرية لسنوات وسنوات دون تدخل من أحدًا لوقف هذه الأفعال الطائشة سواء كان غادر المدرب لخلافه مع مجلس إدارة النادي، أو رحيله بقرار إقالة بسبب سوء النتائج.

 

إقالات بالجملة


موسم 2021-2022 شهد عدد من الإقالات والاستقالات لا حصر لها، أبرزها رحيل أحمد سامي من تدريب سموحة قبل أن يوقع بعد أيام لقيادة فريق سيراميكا كليوباترا، في المقابل تولى عبد الحميد بسيوني تدريب سموحة بعد رحيله في نفس الموسم عن غزل المحلة، وتامر مصطفى برحيله عن فريق مصر المقاصة وتوليه قيادة فريق الجونة، بخلاف إقالة المدرب الراحل إيهاب جلال من تدريب النادي المصري، ورحيل ربيع ياسين من قيادة أسوان، وإقالة علاء عبد العال من تدريب طلائع الجيش.


في موسم 2023-2024، شهد عدد من الإقالات كانت أبرزها رحيل البرتغالي جايمي باتشيكو من تدريب بيراميدز، ورحيل برونو روماو من تدريب فاركو، وإقالة الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو من تدريب الزمالك، ورحيل البرتغالي ريكاردو فورموسينيو من تدريب مودرن فيوتشر، وبابافاسيليو من تدريب البنك الأهلي.

 

أعلى معدل في العالم

 

في الموسم الجديد 2024-2025، ظل الدوري المصري صاحب أعلى معدل مدوي في عالم إقالات المدربين، فبعد مرور ما يقرب من 9 جولات فقط، غادر عدد من المدربين منصب القيادة الفنية لفرقهم، أبرزهم هروب البرتغالي جوزيه جوميز من تدريب الزمالك بعد وصول عرض مغري لقيادة فريق الفتح السعودي، بالإضافة إلى رحيل طلعت يوسف من تدريب مودرن فيوتشر قبل أن يوقع عقود تدريب فريق الاتحاد السكندري، فيما رحل أحمد عيد عبدالملك من تدريب غزل المحلة وجاء خلفا له شوقي غريب، ورحيل سيد ياسين من تدريب إنبي وجاء بدلا منه محمد إسماعيل.
 

تقنين انتقال المدربين

 

بات من الضروري على اتحاد الكرة ورابطة الأندية المحترفة، تقنين وتنظيم عملية انتقال المدربين بين الأندية ومنع التحايل على اللوائح لتحقيق المصالح وذلك لضمان العدالة والشفافية، والتي تتطلب وضع لوائح واضحة صريحة معلنة تمنع التلاعب والاستغلال، من خلال قواعد صارمة، تطبق على الأندية والمديرين الفنيين تحفظ حقوق جميع الأطراف، وتشجع على الاستقرار والعمل على تقليل الفوضى والتنقلات العشوائية للمدربين بين الأندية، وذلك لن يحدث إلا مع إيقاف العقود غير الملزمة والتي تتيح للمدربين الانتقال لناد آخر أو الرحيل بسهولة، كما أنه يسمح للأندية بإنهاء العقد دون تبعات مالية كبيرة، بدون شك، فوضى عملية انتقال المدربين بشكل متكرر بين الأندية في الدوري المصري، لها تأثير سلبي على فرق البطولة من حيث الأداء واستقرار اللاعبين، على استراتيجية والتكتيكات الفنية لكل مدرب جديد، الأمر الذي يضر بمصلحة النادي على المدى الطويل.

 

لوائح صارمة


يجب على اتحاد الكرة ورابطة الأندية، إنهاء هذه الفوضى بوضع لوائح صارمة تنظم من عملية انتقال المدربين، بما في ذلك فترات الانتقال المسموحة وتعويضات فسخ العقود من كلا الطرفين.


إنشاء لجنة رقابية

 

لإنهاء هذا الجدال، يجب إنشاء لجنة رقابية مستقلة تعمل على مراقبة عمليات انتقال المدربين بين الأندية، والتأكد من صحة المعايير واللوائح المحددة.


تعزيز العقود

 

يجب على اتحاد الكرة ورابطة الأندية، تشجيع الأندية والمدربين على توقيع عقود ملزمة تتضمن شروط واضحة لفسخ العقد بإخطار مسبق مع وضع تعويضات مالية مناسبة، لضمان العدالة والشفافية واستقرار البطولة والابتعاد عن العشوائية، مع التزام الجميع بالقوانين واللوائح لضمان بيئة رياضية عادلة، وذلك لن يتم إلا من خلال التعاون بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق توازن يرضي الجميع ويحمي مصالحهم.

تم نسخ الرابط