غزة على حافة الهاوية.. أكثر من 100 مطبخ مجتمعي أغلق أبوابه
في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 67 يومًا، يتفاقم الوضع الإنساني إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يواجه المدنيون خطر الموت جوعًا وعطشًا، وسط عجز المنظمات الدولية عن تلبية الاحتياجات الأساسية.
في السياق، أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من أن القطاع يعيش "كارثة إنسانية حقيقية"، مشيرًا إلى أن آلاف الأطنان من المساعدات العالقة عند المعابر لا تصل إلى المحتاجين بسبب القيود الإسرائيلية.
وأشار الشوا في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية " الي الوضع في غزة، واصفا اياه بأنه "خطير على جميع المستويات"، لا سيما مع تفشي المجاعة بين السكان بعد نفاد معظم الإمدادات الغذائية.
المطبخ المجتمعي
واوضح أن أكثر من 100 مطبخ مجتمعي أغلق أبوابه، بينما تواجه المطابخ المتبقية خطر الإغلاق خلال أيام بسبب نقص الموارد، فهذه المطابخ كانت توفر وجبة واحدة يوميًا لعشرات الآلاف من الأسر، لكنها لم تعد قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة، مشيرًا إلى أن عشرات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، فيما يهدد الجوع حياة المرضى وكبار السن، خاصة من يعانون من أمراض مزمنة مثل "متلازمة السلاتين"، التي تتطلب أغذية وأدوية خاصة غير متوفرة.
وتابع أن نقص المياه يزيد الأزمة تعقيدًا إلى جانب المجاعة، فقطاع غزة يعاني من شح حاد في مياه الشرب الآمنة، حيث لجأ الكثيرون إلى مصادر ملوثة، مما تسبب في تفشي الأمراض، وإن "غياب الأمن المائي" يفاقم المعاناة، خاصة مع توقف معظم المستشفيات عن العمل ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية.
منظومة العمل الإنساني
وأضاف: كل لحظة تمر في غزة أسوأ من السابق والموت يضرب بصمت بين المرضى والعاجزين، مشيرًا الي تقاعس المنظمات الدولية عن الضغط على إسرائيل لفتح المعابر، مشيرًا إلى أن الاحتلال "استهدف المنظومة الأممية بقصد تعطيلها".
وكشف عن محاولات إسرائيلية لاستبدال هذه المنظمات بشركات أمنية لتوزيع المساعدات، مما يهدد مبادئ الحياد والاستقلالية في العمل الإنساني، لافتا إلى استهداف مقرات وكالة "الأونروا" وقتل عشرات موظفيها، بما في ذلك أجانب، مما شل قدرتها على الاستجابة للاحتياجات.
الخطة الأمريكية
ردًا على تصريح السفير الأمريكي بشأن إنشاء 400 نقطة لتوزيع المساعدات في غزة، وصف الشوا المبادرة بأنها "غير كافية"، معتبرًا أنها تهدف إلى "عسكرة المساعدات" تحت إشراف إسرائيلي، موكدًا أن الحل الجذري يكمن في رفع الحصار وفتح المعابر أمام المساعدات دون قيود، بدلًا من إجراءات مؤقتة لا تلامس جوهر الأزمة.
واختتم الشوا ، حديثه بتوجيه نداء عاجل للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار، محذرًا من أن التأخير في اتخاذ إجراءات حقيقية سيزيد عدد الضحايا، قائلا "نحن أمام جريمة حرب تستوجب تحركًا فوريًا، فالشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى وعود، بل إلى فتح المعابر وإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان.
