عودة الأموال الساخنة لمصر.. تعرف على المخاطر والفرص

تعكس زيادة تدفق الاستثمار الأجنبي غير المباشر في أذون الخزانة المحلية، ثقة الأجانب في استقرار سعر الصرف وجاذبية العائد المقدم على الجنيه مقارنة بالدولار.
ترببط الأموال الساخنة يرتبط بالمخاطر والضغوط المتوقعة على سعر صرف العملات المحلية مقابل الدولار وباقي العملات الأجنبية في حال خروجها بشكل مفاجيء بسبب وقوع أزمات مفاجئة بالمنطقة أو العالم بما يؤثر في زيادة الطلب على العملة الأجنبية وارتفاع سعرها.
قفز إجمالي الأموال الساخنة إلى مستوى قياسي مسجلا نحو 38.171 مليار دولار بنهاية أكتوبر الماضي مقارنة بنحو 13.617 مليار دولار في فبراير السابق عليه.
كما وصل العائد على أذون الخزانة المحلية إلى نحو 32% قبل خصم الضريبة قبل أن يهبط إلى نحو 27% خلال آخر عطاء بدعم من زيادة إقبال المستثمرين لشراء أذون خزانة وتراجع معدل التضخم.
مكاسب الاستثمار الأجنبي الغير مباشر :
يساهم الاستثمار الأجنبي في أذون الخزانة زيادة جاذبية العائد المقدم على الجنيه المصري مقارنة بسلة العملات الأخرى، بالإضافة أنه يجذب الثقة المستثمرين في السوق المصري.
بجانب أن تراجع العائد على الدولار خلال العام الماضي ساهم بشكل جيد زيادة العائد المقدم على الجنيه لدى المستثمرين الأجانب وزيادة دخولهم للاستفادة من سعر الفائدة مرتفعة.
مخاوف الاموال الساخنة:
مرونة سعر الصرف إحدى أهم الآليات التي يمكن الاعتماد عليها في إدارة خروج استثمارات الأجانب، حيث إن ارتفاع سعر الدولار وقت زيادة مبيعات الأجانب يعوض جزءا من التدفقات للخارج.
هناك سياسة لإدارة التدفقات الاستثمارية بوجه عام، ويمكن تقسيمها لشقين، إما من خلال آليات تحد من حجم التدفقات الاستثمارية للداخل، خوفا من التقلبات، وهي غير مناسبة لإدارة تدفقات الأموال الساخنة، لما تفرضه من قيود.
يتمثل الاتجاه الثاني في تدابير احترازية كلية يتم اتخاذها لتفادي مخاطر التخارجات"، بحسب ما ذكرته بدير.
أبرز أشكال التدابير التي يصلح التعامل بها في إدارة تدفقات الأموال الساخنة؛ فرض ضريبة أو حدود قصوى على التدفقات الأجنبية السريعة، بهدف الحد من مخاطر التقلبات وتغير الوجهات الاستثمارية.
كما يؤثر خروج الأجانب المفاجئ من استثمارات الأذون يُعرض السوق لصدمة، ويؤثر على سعر الصرف في المقام الأول.
يجب أهمية اتباع سعر صرف حر يُسهل إدارة السيولة وقت خروج الأجانب، ويقلل من حدة التذبذبات، بجانب آلية فرض الضرائب على التخارج من الأذون، تهدد معدلات التدفق للداخل.
تستعين البنوك بالأموال الساخنة في تمويل بعض المعاملات قصيرة الأجل مثل سداد بعض الاعتمادات المستندية أو تداولها في سوق الإنتر بنك (سوق مشترك بين البنوك لبيع وشراء الدولار) أو سداد بواصل تأمينية، أوتغذية صافي الأصول الأجنبية ودون استخدامها لتمويل التزامات طويلة الأجل تجنبا لانعكاساتها السلبية على سعر الصرف.
وتقوم الحكومة باستقطاب "الأموال الساخنة" من أجل تمويل عجز ميزانيتها عبر إصدار الحكومة أذون الخزانة قصيرة الأجل التي ينجذب إلى شرائها المضاربون في الأسواق المالية من أجل فائدتها العالية وعدم وجود ضرائب أو ضوابط على تداولها أو خروجها من السوق.