دمج حقيقي وإنسانية خالصة.. قصة معلم مع طالب من ذوي الهمم داخل مدرسة بسوهاج

في مشهد إنساني مؤثر ينبض بالرحمة والبساطة، خطف ياسر ياسين، معلم التربية الرياضية بإحدى مدارس التعليم الأساسي في محافظة سوهاج، قلوب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما انتشر له مقطع فيديو يجسد معنى الدمج الحقيقي والتعاطف الإنساني داخل فناء المدرسة.
كان ياسر يُقدم حصة تربية رياضية لتلاميذ الصف الثالث الابتدائي بالمدرسة المشار إليها، وبينما كان الأطفال يركضون ويتسابقون في سعادة، جلس أحد زملائهم من ذوي الهمم على كرسيه المتحرك في ركن بعيد، يراقبهم بصمت، ولم يكن الطفل قادراً على المشاركة، لكن قلبه الصغير كان يتمنى أن يكون جزءًا من هذه اللحظة.
لاحظ المعلم الأمر، ولم يتردد، بحسه الإنساني قبل التربوي، اقترب من التلميذ، وابتسم له، ثم دفع كرسيه المتحرك وبدأ يركض به وسط زملائه، ليعيش الطفل اللحظة ويشعر بأنه ليس مختلفًا، بل جزءًا لا يتجزأ من مجتمع مدرسته.
وبينما كانت هذه اللفتة النبيلة تحدث، كان أحد الطلاب يصور ساحة المدرسة من الأعلى، دون أن يدرك أنه يوثق لحظة ستلهم الآلاف، وانتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وتداوله رواد السوشيال ميديا، مرفقًا بكلمات الثناء والإعجاب بروح المعلم، متمنين أن يحذوا باقي المعلمين في مختلف المراحل التعليمية على مستوى مدارس الجمهورية بسلوك هذا المعلم الذي لم يفكر في شئ سوى إدخال الفرح والسرور على التلميذ.
هذا المشهد البسيط في ظاهره، العظيم في معناه خاصة في نفس الطالب، يفتح باب الأمل في أن المدارس يمكن أن تكون مساحة للرحمة والدمج والدعم النفسي، وأن التربية ليست فقط دروسًا وكتبًا، بل مواقف تبني الإنسان، خاصة في نفوس أصحابها.
والتف آلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط من أبناء محافظة سوهاج بل كل من شاهد الفيديو بقلوبهم وعقولهم حول هذا المعلم الذي جسد لهم الإنسانية في صورة شخص يداعب صغير من ذوي الهمم، وطالبوا بأن يكون هذا المعلم قدوة لغيره ليس من المعلمين فقط بل لكل التربويين الذين يتعاملون مع الأطفال سواء كانوا من ذوي الهمم أو الأسوياء.
وأكدوا على أن مثل تلك السلوكيات البسيطة في ظاهرها والعميقة في معناها تساهم بشكل كبير في إطفاء حالة من الرضا النفسي والاشباع العاطفي لدى الأشخاص ذوي الهمم الذين لم يتمكنوا من ممارسة نشاط ما مع أقرانهم ويجعلهم يشعرون بالدمج الحقيقي مع زملائهم الأسوياء.
وفي سياق متصل طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتكريم المعلم ياسر ياسين حتى يكون لفعله مردود إيجابي على المعلم نفسه وعلى المحيطين به.