احتفالات يوم النصر في موسكو
«يوم النصر».. بوتين والرئيس الصيني يحضران استعراض لمسيّرات عسكرية

شهدت العاصمة الروسية موسكو انطلاق موكب "يوم النصر" والذي يوافق الذكرى الـ 80 على الانتصار السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج، وسط استعراض لافت للطائرات المسيّرة التي تستخدمها روسيا في عملياتها العسكرية داخل أوكرانيا، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها ضمن هذا الحدث الرمزي الهام.
وذكرت القناة الأولى الروسية أن العرض العسكري لهذا العام، والذي يُقام في الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي وحلفائه على ألمانيا النازية، تميز بعرض طائرات مسيّرة من طراز "زالا لانسيت" و"جيران-2".
ويُشار إلى أن طائرة "زالا لانسيت" تُعد ذخيرة متسكعة تُستخدم في مهمات هجومية واستطلاعية، وقد أفادت التقارير بأنها دمرت أهدافًا أوكرانية من بينها دبابات وطائرات.
أما "جيران-2" فهي طائرة كاميكازي روسية الصنع، مصممة في إيران، وتُستخدم أيضًا بكثافة في الحرب الجارية.

«يوم النصر السنوي» في موسكو
خلال العرض، جلس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب نظيره الصيني شي جين بينج في المدرجات المُطلة على الساحة الحمراء، حيث مرّت القوات الروسية مُستعرضة تشكيلاتها العسكرية. وألقى بوتين خطابًا أمام الحضور، أشاد فيه ببطولات قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا على أن الشعب الروسي سيظل يحتفظ بذكراهم في القلوب، وسيورّث هذه الروح للأجيال القادمة.
وقال بوتين في كلمته: "سنتذكر قدامى محاربينا الذين أظهروا حبًا صادقًا للوطن، وقرروا الدفاع عنه. سيظل هذا في قلوبنا دائمًا، وسنحتفظ به لأجيالنا القادمة، وسنُظهر وحدتنا في الشؤون العسكرية والمدنية لتحقيق أهداف روسيا ورفاهيتها". وأضاف: "المجد للشعب الذي انتصر في الحرب".

كما قاد بوتين دقيقة صمت تخليدًا لذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية، ثم ألقى كلمة ثانية أشاد فيها بحلفاء الاتحاد السوفيتي الذين ساهموا في الانتصار على النازية، مؤكدًا أن روسيا لن تنسى هذه المساهمة.
وفي سياق حديثه عن الوضع الراهن، قال بوتين إن الدفاع عن الجيش الروسي يُعد "واجبًا وطنيًا"، وأكد على أن المجتمع الروسي يدعم "المشاركين في العملية العسكرية الخاصة"، في إشارة إلى الحرب المستمرة في أوكرانيا، مضيفًا: "الحقيقة والعدالة في صفنا".
وأشار بوتين إلى أن أكثر من 80% من سكان الاتحاد السوفيتي شاركوا في الحرب العالمية الثانية، والتي وصفها بأنها كانت ملحمة وجودية أدّت إلى سحق النازية. وختم قائلاً: "أهنئكم بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى... اليوم، نشعر جميعًا بالفرح والحزن، بالفخر والامتنان، بالإعجاب بالجيل الذي سحق النازية، وحقق الحرية والسلام للبشرية جمعاء على حساب ملايين الأرواح".

30 من قادة العالم في احتفالات يوم النصر
استقبلت موسكو نحو 30 من قادة العالم للمشاركة في احتفالات يوم النصر، بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وظهر بوتين وهو يتحدث إلى الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى جانب زعماء آخرين من دول حليفة لروسيا.
ويُعد يوم النصر من أكثر الأيام قداسة في الذاكرة الجماعية الروسية، ويُحتفل به في التاسع من مايو من كل عام. ويعود اختلاف تاريخ الاحتفال عن باقي دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة إلى فروق التوقيت، إذ إن استسلام ألمانيا النازية دخل حيز التنفيذ في وقت كان فيه التاسع من مايو قد بدأ في موسكو.

وتحرص القيادة الروسية على استغلال ذكرى هذا اليوم للتأكيد على وحدة المجتمع الروسي، والتذكير بتضحيات الاتحاد السوفيتي خلال الحرب، إذ تشير التقديرات إلى أن الاتحاد السوفيتي فقد نحو 27 مليون شخص خلال الحرب العالمية الثانية، بينهم ملايين من أوكرانيا.
وقد تمكنت القوات السوفيتية من دحر القوات النازية وصولًا إلى العاصمة برلين، حيث رُفعت راية النصر فوق مبنى الرايخستاغ في مايو 1945.