جامعة دمنهور تشارك في منتدى مرصد الأزهر "اسمع واتكلم" لتعزيز الوعي

شاركت جامعة دمنهور بوفد رفيع المستوى في فعاليات النسخة الرابعة من منتدى "اسمع واتكلم"، الذي نظمه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وذلك في مركز الأزهر للمؤتمرات بالقاهرة. تأتي هذه المشاركة انطلاقًا من التزام الجامعة بتعزيز ثقافة الحوار بين الشباب، وحرصها على تنمية وعيهم الفكري لمواجهة التحديات المجتمعية الراهنة.

وترأس وفد الجامعة الأستاذ الدكتور إلهامي ترابيس، رئيس جامعة دمنهور، ورافقه كل من الأستاذة الدكتورة إيناس إبراهيم، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى جانب عدد من طلاب أسرة "طلاب من أجل مصر" من مختلف كليات الجامعة. وقد حضر المنتدى نخبة من الشخصيات العامة والفكرية والدينية، من بينهم الأستاذ الدكتور محمد الطويني، وكيل الأزهر الشريف، والأستاذة الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وعدد من الوزراء والخبراء والإعلاميين وممثلي المجتمع المدني.

في كلمته خلال الفعاليات، أعرب الدكتور إلهامي ترابيس عن سعادته بالمشاركة الفعالة لجامعة دمنهور في هذا الحدث المهم، مؤكدًا أن المنتدى يمثل منصة حوارية رائدة تهدف إلى دعم جهود الدولة والمجتمع في مواجهة الفكر المتطرف، من خلال ترسيخ قيم التسامح، وقبول الآخر، وتعزيز الوعي بقضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن المنتدى هذا العام ركز على دور العمل الأهلي والمبادرات التطوعية في تقوية النسيج المجتمعي والتصدي للفكر المتشدد، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تساهم في تمكين الشباب وإعدادهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع من خلال تقديم حلول عملية وواقعية لمشكلات التطرف والانغلاق الفكري.

من جانبها، أشادت الدكتورة إيناس إبراهيم بأهمية المنتدى، مؤكدة أنه يمثل مساحة آمنة للحوار المفتوح بين الشباب وأصحاب الخبرة، ويهدف إلى تعزيز التفكير النقدي، وبناء قدرات الشباب على التعبير عن آرائهم بحرية في مناخ من الاحترام والتنوع. وأوضحت أن محاور المنتدى هذا العام دارت حول عدة موضوعات حيوية، أبرزها: "العمل الأهلي والتطوعي ودوره في سد الفجوات المجتمعية"، و"دور الشباب في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية في عصر الإعلام الرقمي"، إضافة إلى مناقشات مستفيضة حول "الهوية الثقافية في ظل الذكاء الاصطناعي"، و"تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تشكيل الوعي"، و"حرية الفكر والتعبير في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية المتسارعة".

وأكدت نائب رئيس الجامعة على ضرورة تكثيف الجهود لفتح قنوات تواصل مستمرة مع الشباب، وتوسيع دائرة النقاش حول القضايا التي تشغلهم، باعتبارهم حجر الزاوية في عملية التنمية وبناء المستقبل. كما أشارت إلى أهمية استضافة منتدى "اسمع واتكلم" لعدد من الخبراء والعلماء المتخصصين، الأمر الذي أتاح للحضور، خصوصًا الشباب، فرصًا حقيقية للتفاعل وطرح الأسئلة والتعبير عن وجهات نظرهم بكل حرية.

الجدير بالذكر أن منتدى "اسمع واتكلم" انطلق لأول مرة عام 2018، بمبادرة من مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بهدف ترسيخ ثقافة الحوار كوسيلة رئيسية لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة، وبناء جيل من الشباب الواعي القادر على التمييز بين الحقائق والشائعات، والمزود بالمعرفة والمهارات التي تمكنه من مواجهة الأفكار الهدامة بالحجة والعلم.

وتأتي مشاركة جامعة دمنهور في هذا المنتدى ضمن خطتها الاستراتيجية لتعزيز الدور التوعوي والتثقيفي للجامعة، وترسيخ مبادئ المواطنة والانتماء الوطني لدى طلابها، والمساهمة في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتماسكًا، في ظل التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه الشباب في العصر الحديث.