أستاذ هندسة الإتصالات: الذكاء الاصطناعي يدفع العالم إلى أزمة طاقة بحلول 2030

كشف الدكتور أحمد بانافع، أستاذ هندسة الاتصالات والذكاء الاصطناعي، عن التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة الذكاء الاصطناعي بسبب الاستهلاك الهائل للطاقة، مشيرًا إلى أن عمليات تشغيل نماذج مثل "شات جي بي تي" تستهلك كميات طاقة تكفي لشحن "تسع سيارات فضائية" لكل سؤال بسيط.
وأكد في مداخلة هاتفية لقناة " النيل للإخبار " أن التحول إلى الحوسبة الكمية والطاقة الشمسية قد يكون الحل، لكنهما يواجهان عقبات تقنية وسياسية كبيرة.
الذكاء الاصطناعي.. إنجاز تقني أم كارثة بيئية
و أوضح الدكتور بانافع أن مراكز البيانات التي تدعم الذكاء الاصطناعي تستهلك طاقة هائلة، مما يهدد بزيادة الانبعاثات الكربونية،مشيرًا إلى أن "ملايين الأسئلة اليومية على منصات الذكاء الاصطناعي تخلق ضغطًا غير مسبوق على شبكات الطاقة"، لافتًا إلى أن بعض التقارير تُحذر من أن استهلاك القطاع قد يتجاوز طاقة دول كاملة بحلول 2030.
و أكد الدكتور بانافع أن التطبيق العملي يواجه مشكلات مثل تراكم الغبار على الألواح الشمسية، وتقلبات درجات الحرارة التي تؤثر على كفاءتها، "فبعض الألواح لا تنتج سوى 25% من الطاقة المتوقعة بسبب هذه المعوقات"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لا تولد سوى 4% من كهربائها بالطاقة الشمسية رغم إمكاناتها الهائلة.
الصين وأمريكا.. حرب باردة على سيادة الذكاء الاصطناعي
تطرق الحديث إلى التقدم الصيني في الحوسبة الكمية، خاصة بعد نجاح نقل البيانات بين جهازين كميين عبر "التشابك الكمي"، وهي تقنية تتفوق على سرعة الضوء، لكن الدكتور بانافع حذر من أن هذه الأجهزة لا تزال حساسة لأي تغيير في البيئة المحيطة، مثل درجة الحرارة أو التشويش، مما يجعلها غير عملية للاستخدام التجاري قبل 3-5 سنوات.
وأشار الي ارتفع وتير التنافس بين الصين والولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا، حيث تسعى الصين لتعويض فجوة الرقائق الإلكترونية عبر ابتكارات مثل معالج "أسند 9" من هواوي، الذي ينافس منتجات "إنفيديا".
وأكد الدكتور بانافع أن الجانب العسكري هو محور الخوف الأمريكي، خاصة مع استخدام الذكاء الاصطناعي في الطائرات الشبح والمسيرات الحربية.
لماذا تعتمد أمريكا على الطاقة النووية رغم المخاطر
على عكس الاتحاد الأوروبي الذي زاد اعتماده على الطاقة المتجددة، تميل الولايات المتحدة للطاقة النووية بسبب إنتاجيتها العالية، رغم مخاطر الكوارث مثل حادثة "فوكوشيما"، وعلق الدكتور بانافع: حادثة واحدة كفيلة بإغلاق كل المفاعلات، داعيًا إلى تطوير حلول الطاقة الشمسية وتقليل اعتماد الذكاء الاصطناعي على الشبكات التقليدية.
و أوضح الدكتور بانافع سبب تركيز الشركات على تطوير كروت الشاشة (مثل إنفيديا) بدلًا من المعالجات التقليدية، قائلًا: الذكاء الاصطناعي يعتمد على حسابات المصفوفات المعقدة، والتي تُجرى بكفاءة أعلى عبر كروت الشاشة المتخصصة، موكدًا أن هذا التوجه سيستمر حتى مع ظهور معالجات كمومية قادرة على معالجة البيانات بشكل أسرع.
و اختتم الدكتور بانافع حديثه ، بالتشديد على أن حل أزمة الطاقة في الذكاء الاصطناعي يتطلب تحسين كفاءة الرقائق الإلكترونية، وتطوير البنى التحتية للطاقة المتجددة، وتعزيز التعاون الدولي لتفادي انقسام تكنولوجي يهدد الابتكار، موكدًا أن "السنوات الخمس المقبلة ستحدد ما إذا كنا سنواجه أزمة بيئية بسبب التكنولوجيا، أم سننجح في إيجاد توازن مستدام".