عاجل

أمانة الفاتيكان : اختيار البابا الجديد لإسم "ليون" يحمل دلالة رمزية عميقة

المونسنيور الدكتور
المونسنيور الدكتور يوأنس لحظي

أكد المونسنيور الدكتور يوأنس لحظي، المسؤول بأمانة الفاتيكان، أن اختيار البابا الجديد لاسم "ليون" يحمل دلالة رمزية عميقة، تعكس استمرار نهج سلفه البابا فرانسيس في الحوار والتقارب بين الشعوب والأديان.

وأوضح لحظي، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن الاسم المختار ليس مجرد لقب ديني، بل يحمل رسالة وبرنامج عمل واضح، ينسجم مع طبيعة الكنيسة الكاثوليكية التي تُعد أكبر تجمع بشري منظم على وجه الأرض.

وأشار إلى أن البابا ليون الرابع عشر يستلهم خطاه من البابا ليون الثالث عشر، الذي عُرف بدفاعه عن العدالة الاجتماعية، وكتب واحدة من أبرز الوثائق البابوية في هذا الشأن، مضيفًا: "اختيار اسم البابا الجديد يعكس الرغبة في مواصلة التركيز على قضايا العدالة، والانحياز للفقراء، والانفتاح على الآخر، تماماً كما فعل البابا فرانسيس من قبل".

الاستمرارية لا تعني التكرار

شدد الدكتور يوأنس لحظي على أن مسيرة البابا الجديد تمثل امتداداً طبيعياً لمسيرة البابا فرانسيس، لكنها لن تكون تكراراً حرفياً لها، بل ستحمل بصمته الخاصة، قائلاً: "نحن بحاجة إلى قائد مؤثر، له صوت مسموع في العالم، وهذه هي طبيعة الدور البابوي، البابا الجديد سيتصرف كبابا للجميع، لا كممثل لجنسية معينة، سواء كانت أمريكية أو غيرها".

وأوضح أن الكنيسة الكاثوليكية تؤمن بأن كل بابا يكمل مسيرة من سبقه، لكن كلٌ بطريقته وأسلوبه الخاص، وهو ما ظهر جلياً في الكلمة الأولى التي ألقاها البابا ليون الرابع عشر بعد انتخابه، حين استهلها بتحية "السلام عليكم"، في إشارة رمزية إلى انفتاحه على كل شعوب الأرض، وإلى أن السلام رسالة عالمية لا تقتصر على فئة دون أخرى.

الأولى للبابا الجديد

كشف المونسنيور يوأنس لحظي أنها تضمنت تكرار كلمة "السلام" تسع مرات، ما يعكس تركيزه العميق على هذه القيمة كأولوية أساسية في برنامجه البابوي، موضحًا: "هذه الكلمات القليلة كانت كافية لتؤكد أن التوجه الأساسي للبابا هو العمل من أجل ترسيخ السلام، سواء داخل الكنيسة أو على مستوى العالم بأسره".

وأكد لحظي أن البابا ليون الرابع عشر لم يكتفِ بالدعوة للسلام، بل أشار ضمنياً إلى رفض كل أشكال الصدام والصراع، والدعوة المستمرة للحوار، باعتباره السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات وتحقيق التقارب بين البشر.

اكسترا نيوز 
اكسترا نيوز 

دعوة عالمية للحوار 

اختتم الدكتور يوأنس لحظي تصريحاته بالتأكيد على أن الكنيسة الكاثوليكية، بقيادة البابا الجديد، ستواصل رسالتها كجسر للتواصل بين الشعوب والثقافات، رافضة الانغلاق أو العزلة، قائًلا: "الكلمة الأولى لقداسته حملت رسالة واضحة بأن الحوار ليس خياراً ثانوياً، بل هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات العالمية، ولتحقيق العدالة والسلام".

بهذا التوجه، يخطو البابا ليون الرابع عشر أولى خطواته على رأس الكنيسة الكاثوليكية، حاملاً رسالة أمل وسلام لعالم يموج بالتحديات والصراعات، ومؤكداً أن استمرارية المسيرة لا تعني الجمود، بل البناء على ما تحقق والانفتاح نحو آفاق أرحب.

تم نسخ الرابط