علاقات تاريخية .. مصطفى خليل يسلط الضوء على قوة العلاقات المصرية الروسية
أكد الدكتور مصطفى خليل، عضو مجلس الأعمال المصري الروسي، أن العلاقات بين مصر وروسيا تتميز بالقوة والمتانة، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة شهدت تطورًا ملحوظًا عبر العقود، خاصة في السنوات الأخيرة التي شهدت تعزيزًا للتعاون في مختلف المجالات.
آفاق جديدة للتعاون التجاري
وقال خليل، في تصريحات لقناة "إكسترا نيوز" مع الإعلامية ميرفت المليجي، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بفضل تنوع مجالات التعاون، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل أيضًا في المجال الثقافي، حيث تشهد العلاقات الثقافية بين الشعبين نموًا ملحوظًا يعكس عمق الروابط التاريخية.
وأوضح أن هذه العلاقات المتعددة الأبعاد أسهمت في خلق أرضية صلبة للتعاون المشترك، لافتًا إلى أن العلاقات المصرية الروسية لا تقتصر على تبادل السلع والخدمات، بل تشمل تبادل الخبرات والمعرفة والتعاون في المشاريع الكبرى.
"البريكس" ومنتجات زراعية واعدة
وفي سياق حديثه عن فرص التعاون المستقبلي، أشار خليل إلى أن انضمام مصر إلى مجموعة "بريكس" يمثل خطوة استراتيجية مهمة تعزز مكانتها الاقتصادية عالميًا، وتفتح أبوابًا أوسع للشراكة مع روسيا والدول الأعضاء الأخرى، مضيفًا: "تزايد الثقة في المنتجات الروسية والمصرية يعكس أهمية هذه الشراكة المتنامية، كما أن المنتجات الزراعية المصرية تحظى بإقبال واسع داخل السوق الروسية، وهو ما يمثل فرصة ذهبية لتوسيع الصادرات وتعميق التعاون التجاري".
وأشار خليل إلى أن هناك طلبًا متزايدًا في روسيا على المنتجات الزراعية المصرية، لا سيما الحاصلات الزراعية الطازجة، وهو ما يدعم خطط البلدين لزيادة التبادل التجاري وتحقيق مكاسب مشتركة في هذا القطاع الحيوي.
مصر شريك استراتيجي
وتطرق خليل إلى التحولات في العلاقات الدولية، مؤكدًا أن مصر تُعد شريكًا محوريًا لروسيا في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الحالية، مبينًا أن الظروف العالمية، ومنها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، دفعت روسيا للبحث عن ممرات لوجستية جديدة، لتصبح مصر محطة لوجستية استراتيجية للمنتجات الروسية نحو الأسواق العالمية.
وأضاف: "المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تمثل بوابة حيوية لإعادة تصدير المنتجات الروسية إلى إفريقيا والأسواق الدولية، وهو ما يعزز دور مصر كمحور تجاري ولوجستي عالمي في ظل هذه الظروف".
توافق ورؤية متوازنة
لم يقتصر حديث خليل على الجانب الاقتصادي، بل أشار إلى أن العلاقات المصرية الروسية تتجاوز هذا البعد لتشمل توافقًا سياسيًا في العديد من القضايا الدولية، مما يعزز مكانة البلدين على الساحة العالمية، قائًلا: "السياسة المتوازنة التي تنتهجها مصر تمكنها من تعزيز علاقاتها مع الشرق والغرب على حد سواء، وهو ما يضمن تحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية دون الانحياز لطرف على حساب آخر".
واختتم خليل تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الرؤية المتوازنة والسياسات الحكيمة تضع مصر في موقع استراتيجي فريد، يمكنها من الاستفادة من شراكاتها الدولية وتحقيق التنمية المستدامة، مع استمرار العمل على تعميق علاقاتها مع روسيا كشريك أساسي في معادلة التعاون الدولي.
