جهاد حرب: نتنياهو يسعى للقضاء على الكيان السياسي الفلسطيني بتدمير غزة والضفة

أكد جهاد حرب، مدير مركز ثبات للدراسات، أن العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تتسم بالقتل والتدمير الممنهج، مشددًا على أن الهدف الأساسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هو القضاء على أي كيان سياسي فلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية.
تدمير ممنهج لأهداف أيديولوجية
وأوضح حرب، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهى درويش، في برنامج "منتصف النهار" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا الدمار ليس مجرد رد فعل عسكري، بل يأتي في إطار مخطط أيديولوجي يقوده نتنياهو، يهدف إلى منع أي إمكانية لوجود دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف أن نتنياهو يتبنى فكرًا متطرفًا يرفض الاعتراف بأي كيان سياسي فلسطيني، وهو ما انعكس في تحالفه مع قوى اليمين الفاشي داخل إسرائيل، من أجل تنفيذ هذه الأجندة.
تغذية الانقسام الفلسطيني
وأشار مدير مركز ثبات إلى أن نتنياهو لا يرغب بوجود السلطة الفلسطينية في غزة، وهو ما يظهر بوضوح في استمرار سياساته التي تغذي الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، موضحًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرفض أي مصالحة فلسطينية حقيقية، لأنها قد تعيد توحيد الفلسطينيين تحت مظلة سياسية واحدة، مما يهدد رؤيته الهادفة إلى إضعاف أي كيان سياسي فلسطيني.
ولفت حرب إلى أن نتنياهو يسعى منذ توليه السلطة إلى إلغاء الاتفاقيات السياسية والعسكرية التي أبرمتها حكومات إسرائيلية سابقة، وعلى رأسها اتفاق الانسحاب من غزة في عام 2005، مبينًا أن نتنياهو يرى في هذه الاتفاقيات تنازلات لا تتماشى مع رؤيته اليمينية المتطرفة، ويسعى لإعادة فرض الهيمنة الإسرائيلية على غزة ولو بوسائل غير مباشرة.
وبيّن حرب أن نتنياهو لا يريد إدارة قطاع غزة بشكل مباشر أو تحميل إسرائيل أعباءه الإدارية، لكنه يسعى لإبقاء الاحتلال العسكري والهيمنة الأمنية على القطاع، لضمان السيطرة الإسرائيلية دون تحمل المسؤولية الكاملة أمام المجتمع الدولي. وأكد أن هذه الاستراتيجية تعزز من حالة عدم الاستقرار، وتُبقي الفلسطينيين في حالة من الضعف والتشتت السياسي.

الاحتلال دون إدارة مباشرة
وفي ختام تصريحاته، أشار حرب إلى أن نتنياهو يراهن على استمرار الحرب كوسيلة للحفاظ على ائتلافه الحكومي اليميني، خاصة مع تصاعد الانتقادات الداخلية بعد أحداث 7 أكتوبر، مشددًا أن نتنياهو يحاول من خلال تصعيد العمليات العسكرية تشتيت انتباه المجتمع الإسرائيلي عن الإخفاقات الأمنية والسياسية، لضمان استمراره في الحكم، رغم التحديات التي قد يواجهها في الانتخابات المقبلة.
وركز على أن هذه السياسات لا تستهدف فقط الحاضر الفلسطيني، بل تمتد لتقويض أي فرصة مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشددًا على أهمية الوحدة الفلسطينية لمواجهة هذه المخططات وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.