بابا الفاتيكان الجديد.. وزير الأوقاف يهنئ قداسة البابا ليو الرابع عشر

تقدم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بأصدق التهاني إلى الكرسي الرسولي، والكنيسة الكاثوليكية وأتباعها في العالم عمومًا وفي مصر خصوصًا، بانتخاب قداسة البابا ليو الرابع عشر؛ راجيًا لقداسته جميل التوفيق، وسداد الرأي، واستكمال مسيرة الإخاء والتراحم ونصرة الضعفاء.
مواجهة التطرف تبدأ بإحياء منهج الفهم عن العلماء
من جانبه، قال الدكتور أحمد نبوي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن من أهم التحديات التي تواجه الخطاب الديني اليوم هو انتشار من يفتون بغير علم على مواقع التواصل الاجتماعي، داعيًا إلى العودة إلى المؤسسات الدينية العريقة وعلى رأسها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف.
وأوضح الدكتور أحمد نبوي، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن البعض بات يأخذ دينه من مقاطع فيديو قصيرة دون تحقق أو فهم أو الرجوع لأهل العلم، ما أدى إلى شيوع تفسيرات خاطئة للقرآن الكريم والحديث النبوي. وأضاف: "لا بد من التمييز بين من يحمل علماً حقيقياً ويستند إلى منهج العلماء، ومن يتصدر للفتوى دون تأهيل".
وأشار إلى أن الأخذ بظاهر النصوص دون فهم عميق يؤدي إلى الفتنة، مثلما وقع مع الخوارج الذين استخدموا نصوصًا صحيحة لتبرير باطلهم، وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًا على وعي الشباب اليوم، إذا لم يتم تحصينهم بالفهم الصحيح للدين.
ودعا الدكتور نبوي إلى تعزيز برامج التثقيف الديني في المدارس والجامعات، مؤكدًا أن "الإسلام دين رحمة وفهم وعقل، لا دين شعارات ومقولات تُرفع دون إدراك لمعناها الحقيقي".
الفهم الصحيح للدين هو الحصن الحقيقي ضد التطرف
أكد الدكتور أيمن أبو عمر، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن العبرة ليست بمجرد حفظ النصوص الدينية، بل في الفهم العميق لها، مشددًا على أن الفهم يحتاج إلى أدوات ومنهج واضح يُستمد من علماء الأمة الكبار، وعلى رأسهم الصحابة والتابعون، ومن بعدهم علماء الأزهر الشريف، الذي وصفه بأنه "حصن حصين تنهار عليه موجات التطرف".
وأوضح الدكتور أيمن أبو عمر، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن "الأزهر الشريف يُعلّي من صوت الوسطية كلما ارتفعت أصوات الغلو والتشدد"، مشيرًا إلى أن الأزهر لا يرد فقط على الانحراف في الفكر، بل "يصوّب المسار ويرد الكلمة إلى أصلها، ويكشف التشويه الذي يُلصق بالإسلام زورًا".
وأضاف: "في ظل الفوضى التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري أن يتأنّى الناس قبل أخذ دينهم من أي شخص يظهر على الإنترنت، فليس كل من تحدث عن الدين مؤهلاً لذلك، خصوصًا في زمن أصبحت فيه الريلز والفيديوهات القصيرة مصدرًا لمعلومات دينية مشوهة".
ونبّه إلى أن الشباب، خاصة من يفتقدون الخلفية الدينية المتينة، قد ينخدعون بأي نص قرآني يُذكر لهم دون فهم لسياقه وتفسيره الصحيح، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، موضحًا أن البعض يقتطع هذه الآية ليكفر بها المجتمعات والدول، دون أن يدركوا أن الكفر هنا يعني الجحود والإنكار، لا مجرد مخالفة ظاهرية لبعض الأحكام.
وتابع: "نحن لا نقلل من أهمية حفظ القرآن الكريم، بل ندعو الجميع لحفظه، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، لكن الأهم أن نفهمه كما فهمه الصحابة والعلماء، حتى لا نقع في أخطاء الفهم التي وقع فيها الخوارج حين كفروا سيدنا علي وسيدنا معاوية، رغم أن شعارهم كان 'إن الحكم إلا لله'، وهي كلمة حق أريد بها باطل".