دراسة: تعاطي النساء الماريجوانا أثناء الحمل يؤدي للولادة المبكرة

كشفت دراسة طبية جديدة عن ارتباط وثيق بين تعاطي الماريجوانا خلال الحمل وارتفاع خطر إصابة الجنين بمضاعفات صحية خطيرة، تشمل الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وحتى خطر الوفاة في بعض الحالات، وحذّر الباحثون من أن الاعتقاد الشائع بأن الماريجوانا "نباتية وآمنة" قد يكون خادعًا وخطرًا على صحة الجنين.
خطورة الماريجوانا على الجنين
الدراسة، التي قادها د. جيمي لو، أستاذ مشارك في طب التوليد بجامعة أوريجون، أظهرت أن تعاطي القنب أثناء الحمل قد يؤدي إلى خلل في نمو الرئتين لدى الجنين، وانخفاض تدفق الدم وتوافر الأكسجين في المشيمة، وهي الحلقة الحيوية التي تربط الأم بجنينها، مشيرًا إلى أن تلك التغييرات البيولوجية قد تكون مسؤولة عن حالات الوفاة التي تحدث في الفترة المحيطة بالولادة.
تحليل ضخم يشمل أكثر من 21 مليون حالة
حللت الدراسة المنشورة في مجلة JAMA Pediatrics بيانات من 51 دراسة شملت أكثر من 21 مليون امرأة، وأظهرت أن الماريجوانا تزيد خطر الولادة قبل الأسبوع 37 بنسبة 52%، كما ترفع احتمال انخفاض وزن المولود بنسبة 75%، كما تبين أن تعاطي القنب يضاعف خطر وفاة الرضع بنسبة 29%.

الاعتقاد الخاطئ بأن الماريجوانا آمنة
رغم هذه النتائج المقلقة، إلا أن استخدام الماريجوانا بين الحوامل في تزايد، ووفقًا لتحليل أجراه المعهد الوطني لتعاطي المخدرات في 2019، فإن تعاطي القنب تضاعف بين عامي 2002 و2017، وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ولأغراض ترفيهية.
ويقول د. لو: "العديد يظنون أن الماريجوانا آمنة لأنها طبيعية، لكن التبغ والأفيون والكحول جميعها نباتية أيضًا، ومعروفة بأضرارها الخطيرة على الحمل".

قصور في التوعية
أشارت الدراسة إلى أن غياب رسائل صحية واضحة حول مخاطر الماريجوانا خلال الحمل يسهم في تضليل النساء الحوامل، كما أن تقنين استخدام القنب في العديد من الولايات الأمريكية زاد من الشعور الزائف بالأمان، في وقت يعاني فيه مقدمو الرعاية الصحية من صعوبة في تقديم الاستشارات بسبب تضارب الأبحاث السابقة.
جودة الأدلة الطبية
وفق منهجية GRADE التي استُخدمت لتقييم قوة الأدلة، ارتفع تصنيف الدراسات الحديثة من "منخفض" إلى "متوسط"، مما يشير إلى تطور البحث العلمي وزيادة ثقة الخبراء بالنتائج.
وقالت بريانا مور، أستاذة علم الأوبئة في جامعة كولورادو، إن اتساق نتائج الدراسات يعزز من وثوقية العلاقة بين تعاطي الماريجوانا أثناء الحمل والمضاعفات السلبية عند الولادة.

أضرار صحية محتملة تتعدى الحمل
ولم تقتصر أضرار الماريجوانا على فترة الحمل فقط، فقد ربطت أبحاث حديثة تعاطي القنب بمشكلات صحية أخرى تشمل: تراجع القدرات المعرفية، زيادة خطر الإصابة بالخرف، اضطرابات في نبضات القلب، التهاب عضلة القلب، وارتفاع خطر السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
ضرورة التوعية
تؤكد نتائج الدراسة على ضرورة التوعية الطبية بشأن مخاطر تعاطي القنب خلال الحمل، وضرورة إدراج هذا الموضوع ضمن حملات الصحة العامة.
كما شدد الباحثون على أهمية إجراء المزيد من الدراسات المستقلة لتطوير إرشادات واضحة تساعد الأطباء والأمهات على اتخاذ قرارات مستنيرة.