فاتورة مضاعفة .. خبراء: ارتفاع أسعار أنبوبة البوتاجاز يثقل كاهل المواطنين| خاص

في ظل تحديات اقتصادية متصاعدة، شهدت الأسواق المصرية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار أنبوبة البوتاجاز المنزلية، حيث بلغ السعر الرسمي 250 جنيهًا، فيما أشار عدد من المواطنين إلى أنها تُباع فعليًا في بعض المناطق النائية والشعبية بـ 280 إلى 300 جنيه، نتيجة تكاليف النقل واستغلال بعض الموزعين، وسط تساؤلات مشروعة: هل تتناسب هذه الأسعار مع متوسط دخول الأسر المصرية؟
تراجع عالمي يقابله ضغط محلي
ورغم انخفاض أسعار البترول عالميًا خلال الأشهر الماضية، فإن السوق المحلية شهدت اتجاهًا معاكسًا، حيث أرجعت جهات مسؤولة وخبراء سبب ارتفاع أسعار أنابيب الغاز إلى زيادة تكلفة الاستيراد بسبب تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، وارتفاع نفقات النقل والتوزيع محليًا، فضلًا عن الضغط على العملة الأجنبية، ما جعل تكلفة توفير الأنبوبة أعلى من السعر الذي كان مدعومًا جزئيًا من قبل الدولة.
المواطن يتحمل فاتورة مضاعفة
في تصريح خاص لـ«نيوز رووم»، قال الخبير في شؤون الطاقة محمد حليوة: "رغم انخفاض أسعار البترول عالميًا، فإن الضغط على العملة الأجنبية وتكاليف النقل والاستيراد لعبت دورًا حاسمًا في زيادة سعر أنبوبة الغاز، فالمواطن هو من يتحمل هذه الفاتورة، خصوصًا في ظل ركود الأجور وارتفاع أسعار باقي السلع الأساسية، هذا القرار كان يمكن التمهيد له بحزمة حماية اجتماعية أوسع".
واقع الشارع: ازمات مستمرة
وفي عدد من المناطق تشهد أسعار أسطوانات البوتاجاز ارتفاعًا دون مبرر واضح حيث تصل بالتوصيل لـ٣٠٠ج، وهناك بعض الأسر تستخدم اسطوانتين شهريًا بسبب استخدام سخان الغاز، ولا يختلف الأمر في القرى نتيجة عدم توصيل الغاز الطبيعي بالإضافة للمدن الجديدة .
الأسعار لا تتناسب مع الأجور
ويؤكد الدكتور أحمد عبد السلام، الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، في تصريح لـ«نيوز رووم» أن "سعر الأنبوبة الحالي لا يتناسب إطلاقًا مع مستويات الأجور، خاصة أن الكثير من المصريين يعتمدون على دخل يومي أو معاش لا يتجاوز 3000 إلى 4000 جنيه. أنبوبة واحدة تمثل 7% إلى 10% من دخل بعض الأسر، وهذا غير منطقي، المطلوب تدخل عاجل لضبط السوق وتوفير بدائل عادلة للفئات الأكثر هشاشة."
حلول مقترحة
يطالب الخبراء بضرورة تسريع خطة توصيل الغاز الطبيعي للمناطق المحرومة، وتفعيل الرقابة على منافذ التوزيع، بالإضافة إلى تقديم دعم نقدي مباشر للأسر الفقيرة بدلًا من الاعتماد الكامل على الدعم السلعي الذي قد لا يصل فعليًا لمستحقيه.
وأكد الخبيرين، أن ارتفاع أسعار أنبوبة البوتاجاز إلى مستويات قياسية يعكس تعقيد المشهد الاقتصادي، لكنه يفتح الباب أمام ضرورة التوازن بين سياسات الإصلاح والحماية الاجتماعية، فالمواطن البسيط، الذي لم يكن يومًا جزءًا من الأزمة، لا يجب أن يكون ضحيتها.