دراسة جديدة تكشف «برتقالة» يوميًا تحميك من الاكتئاب

كشفت دراسة نُشرت في مجلة ميكروبيوم ،أن تناول برتقالة واحدة يوميًا قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 20%، وتسلط الدراسة الضوء على العلاقة بين استهلاك الحمضيات وصحة الدماغ، من خلال تأثير ميكروبيوم الأمعاء، وتحديدًا بكتيريا F. prausnitzii.

برتقالة واحدة يوميًا قد تقيك من الاكتئاب

تستضيف الأمعاء تريليونات من البكتيريا التي تلعب أدوارًا هامة في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك الهضم، المناعة، وصحة الدماغ، وقد حاول العلماء فهم كيفية تأثير النظام الغذائي على الصحة العقلية، لكن لم يكن من السهل تحديد العلاقة الدقيقة بين الطعام وكيمياء الدماغ، ومع ذلك تعد برتقالة واحدة يوميا مفتاح لهذه المعادلة، حيث أظهرت أن الحمضيات مثل البرتقال والجريب فروت يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية على الصحة النفسية من خلال تأثيرها على ميكروبيوم الأمعاء.

الحمضيات والاكتئاب

استندت الدراسة إلى بيانات من دراسة صحة الممرضات الثانية، التي تابعت العادات الصحية لأكثر من 100,000 امرأة منذ عام 1989، ووجد الباحثون أن النساء اللواتي تناولن برتقالة متوسطة الحجم يوميًا كانت فرص إصابتهن بالاكتئاب أقل بنسبة كبيرة مقارنة بتلك اللواتي تناولن كميات قليلة أو لم يتناولن الحمضيات مطلقًا، والملفت للنظر أن هذا التأثير كان خاصًا بالحمضيات، إذ لم تظهر فواكه أخرى مثل التفاح أو الموز أي ارتباط مشابه.

دور بكتيريا F. prausnitzii في تحسين المزاج

للتأكد من آلية التأثير، قام الباحثون بتحليل عينات براز من مجموعة فرعية من المشاركين، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من الحمضيات كانوا يمتلكون وفرة أعلى من بكتيريا F. prausnitzii في أمعائهم.

 وقد ارتبطت هذه البكتيريا بتحسين صحة الأمعاء وتقليل الالتهابات، كما كانت مستوياتها أقل في الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب، مما يشير إلى دورها المحتمل في تنظيم الحالة المزاجية.

وأظهرت الدراسة أن F. prausnitzii قد تؤثر على إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، التي تُعد من العناصر الأساسية في تنظيم المزاج، وقد يكون تأثير هذه البكتيريا مرتبطًا بدورة S-أدينوسيل-L-ميثيونين (SAMe) التي تؤثر على تخليق السيروتونين في الأمعاء، مما يشير إلى أن تعزيز مستويات هذه البكتيريا من خلال النظام الغذائي قد يساعد في الوقاية من الاكتئاب.

نتائج الدراسة

من المثير أن نتائج الدراسة تم التحقق منها أيضًا في مجموعة مستقلة من الرجال، مما يعزز الفرضية بأن العلاقة بين استهلاك الحمضيات وصحة الأمعاء ليست مقتصرة على جنس واحد.

هل البرتقال علاج للاكتئاب؟

على الرغم من أن الدراسة لا تدعي أن تناول البرتقال يمثل علاجًا للاكتئاب، فإنها تسلط الضوء على إمكانيات النظام الغذائي في تعزيز الصحة العقلية، بما أن 70% من المصابين بالاكتئاب لا يستجيبون للعلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب، قد تكون الاستراتيجيات الغذائية مثل تناول الحمضيات خطوة إضافية تدعم الصحة النفسية.

نصيحة غذائية بسيطة: برتقالة يوميًا

في الختام، إذا كنت تبحث عن وسيلة طبيعية لدعم مزاجك وصحتك النفسية، فقد يكون تناول برتقالة يوميًا فكرة جيدة، إلى جانب تعزيز جهاز المناعة بفضل فيتامين C، قد تساعدك في تحسين مزاجك وتقليل خطر الاكتئاب.