عاجل

رويترز: روسيا تستخدم مصنع في سيبيريا لإنتاج متفجرات ثقيلة

روسيا تضاعف إنتاج
روسيا تضاعف إنتاج المواد المتفجرة

كشف تحقيق لـ "رويترز"، تضمن وثائق حكومية متاحة وصور أقمار صناعية، أن روسيا تقوم بتوسعة كبيرة لمصنع في منطقة نائية في سيبيريا لزيادة إنتاج مواد متفجرة قوية تستخدم في قذائف المدفعية، وذخائر أخرى في الحرب في أوكرانيا.
ولعبت قدرة موسكو على حشد قذائف أكثر من أوكرانيا دورًا هامًا في نجاحات روسيا في ساحة المعركة خلال الصراع، الذي دار في الغالب باستخدام المدافع الثقيلة والطائرات المسيرة. 
مع ذلك، اضطرت موسكو إلى استيراد كميات هائلة من القذائف من كوريا الشمالية، كما أن مخزوناتها من الذخائر آخذة في التناقص، وفقًا لتقارير الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وينقل التحقيق عن ثلاثة محللين دفاعيين إن المتفجرات الإضافية المتوقعة من المشروع -والتي لم يُعلن عنها سابقًا- قد تُسهم في تعزيز القوة النارية الروسية بشكل كبير، في وقتٍ تُكثّف فيه أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إنتاج الذخائر اللازمة لإحباط التقدم الروسي.

خط إنتاج المتفجرات

تُظهر الوثائق أنه يجري بناء خط إنتاج جديد في مصنع مملوك لشركة الدفاع الحكومية Ya. M. Sverdlov Plant، وهي شركة روسية كبرى لتصنيع المتفجرات ذات الاستخدام العسكري.
وتشير الأدلة التي كشفتها "رويترز" إلى وجود منشأة لبدء إنتاج مادة RDX، وهي مادة شديدة الانفجار لا تُنتج حاليًا في مصنع "بييسك أوليوم" (BOZ) التابع لمصنع "سفيردلوف". كما أشار خبراء آخرون إلى إمكانية استخدام المصنع لإنتاج مادة HMX، وهي مادة أخرى شديدة الانفجار ذات بنية جزيئية مماثلة.

يقع مصنع (BOZ) بالقرب من مدينة "بييسك" السيبيرية، على بُعد حوالي 3000 كيلومتر شرق موسكو. ما يجعله بعيدًا عن مرمى معظم الطائرات الهجومية الأوكرانية المُسيّرة، التي استهدفت صناعة الأسلحة الروسية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية للموقع بناء مبان جديدة وبنية تحتية أخرى موصوفة في الوثائق، بحسب ما توصلت إليه "رويترز"، التي نقلت عن مصدرين ضمن المشروع أن هناك توسعة كبيرة جارية في المصنع السيبيري.
ووفق التقارير، كان من المتوقع أن ينتج المرفق الجديد 6000 طن متري من المتفجرات العالية سنويًا وكان من المقرر الانتهاء منه هذا العام، وفقًا لمسودة عقد التصميم التي تم نشرها على موقع المشتريات الحكومية في عام 2023 وتم إزالتها لاحقًا.
حسب التقديرات، ستكون القدرة الإنتاجية كافية لملء الرؤوس الحربية لـ 1.28 مليون قذيفة مدفعية روسية من طراز OF-29، وهو مقذوف طويل المدى شائع يبلغ قطره 152 ملم.
وفي عام 2024، أنتجت روسيا حوالي مليوني طلقة مدفعية من عياري 122 ملم و152 ملم. بينما استوردت أيضًا حوالي 2.7 مليون طلقة من كوريا الشمالية، حسب ما أفادت مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (GUR).
ومع ذلك، فإن القذائف الكورية الشمالية "كانت في معظمها ذات نوعية رديئة"، حسبما قال جاك واتلينج، وهو باحث كبير في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، وهو مركز أبحاث أمني بريطاني.

خطط إنتاج المتفجرات

حسب عشرات الوثائق التي نشرتها المديرية العامة للبناء الخاص التابعة لوزارة الدفاع الروسية على موقع المشتريات الحكومية بين فبراير 2023 وسبتمبر 2024، ونشرتها بلدية "بييسك"، تتوافق تفاصيل الخطط الجديدة مع إنتاج مادتي RDX وHMX.
وتُحدد الوثائق مناطق إنتاج "اليوروتروبين" وتخزين حمض "النيتريك"، وهما مادتان كيميائيتان ضروريتان لصنع كلتا المتفجرات.
ويمكن استخدام مادة RDX في تطبيقات مدنية، بما في ذلك التعدين والبناء. لكن، تشير الوثائق إلى عملية عسكرية، حيث تُظهر أن شركة دفاع حكومية مسؤولة عن بناء المنشأة الجديدة، وأن إحدى أذرع وزارة الدفاع الروسية هي المقاول الرئيسي.
كما تعد مادة RDX أحد مكونات العديد من قذائف المدفعية وقذائف الهاون والصواريخ والقنابل الجوية التي من المعروف أن روسيا نشرتها في أوكرانيا. هذه المادة تستخدم في كثير من الأحيان مع متفجرات عالية أخرى، وهي ذات قيمة لدى الجيوش لأنها أقوى من مادة TNT، وأكثر استقرارا من مادة HMX، مما يعني أنها أقل عرضة للانفجار بشكل غير متوقع.

خارج نطاق المسيّرات

تُعّد شركة "سفيردلوف بلانت" هي الشركة الوحيدة المهمة في روسيا التي تصنع مادتي RDX و HMX، وفقا لمسؤول استخباراتي أوكراني ومجلس الاتحاد الأوروبي، الذي فرض عقوبات على الشركة في عام 2023 لتزويد القوات المسلحة الروسية بالمتفجرات خلال الصراع في أوكرانيا.
وبدأت الشركة في إنتاج المتفجرات في مقرها الرئيسي في "دزيرجينسك"، على بعد حوالي 360 كيلومترًا شرق موسكو، منذ عام 2019، وفقًا لبيان صدر في ذلك العام عن جامعة قازان الوطنية للأبحاث التكنولوجية، والتي ساعدت في تصميم عملية التصنيع المستخدمة هناك.
لكن موقع "دزيرجينسك" أصبح الآن في مرمى طائرات أوكرانية مُسيّرة بعيدة المدى، مما يجعله عُرضة للهجوم. ما دفع الشركة لنقل موضع التصنيع خارج نطاق هجمات الأوكرانيين.

تم نسخ الرابط