عاجل

ما وراء التواجد الإسرائيلي المستمر في جنوب لبنان؟

جنود إسرائيليون يقومون
جنود إسرائيليون يقومون بدوريات في الجليل الأعلى

في إطار التطورات الأخيرة، بدأت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، سحب قواتها من جنوب لبنان، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.

ومع ذلك، احتفظت إسرائيل بوجودها العسكري في خمس نقاط رئيسية على طول الحدود، كما أعلنت القوات المسلحة اللبنانية عن انتشارها في عدة قرى حدودية في جنوب البلاد بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.

الانسحاب الإسرائيلي

أفادت مصادر أمنية لبنانية أن الجيش الإسرائيلي قد انسحب من قرى جنوب لبنان، إلا أنه لا يزال متمركزًا في خمس نقاط عسكرية.

وأوضح الجيش اللبناني أن الوحدات العسكرية اللبنانية تمركزت في عشرات القرى بتنسيق مع اللجنة الخماسية المكلفة بالإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.

لبنان يدين الوجود الإسرائيلي

اعتبرت الحكومة اللبنانية أن أي وجود إسرائيلي على أراضيها يعد "احتلالًا"، في وقت لا يزال فيه الجيش الإسرائيلي متواجدًا في خمس مواقع بجنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة للانسحاب بموجب اتفاق الهدنة بين حزب الله وإسرائيل.

 وصرحت المتحدثة باسم الرئاسة اللبنانية نجاة شرف الدين، في بيان رسمي عقب اجتماع مع الرئيس اللبناني، ورئيس الحكومة، ورئيس البرلمان، أن "القيادة اللبنانية تعتبر أي وجود إسرائيلي في الأراضي اللبنانية بمثابة احتلال".

 وتابعت أن بيروت ستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري، مع تأكيد استعداد الجيش اللبناني لأداء مهامه في الحدود مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

الضغط على إسرائيل

يواصل لبنان تكثيف جهوده الدبلوماسية بالتعاون مع السلطات الفرنسية والأميركية للضغط على إسرائيل للالتزام بالانسحاب، خاصة أن عدم التنفيذ قد يعرض رئيس الجمهورية والحكومة برئاسة نواف سلام لضغوط كبيرة، حيث يمارس الفرنسيون ضغوطًا أكبر من الأميركيين لمنع انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وضمان التزام إسرائيل بموعد الانسحاب.

لماذا ترفض إسرائيل الانسحاب؟

رغم امتلاك إسرائيل  لطائرات مسيرة قادرة على مراقبة الأراضي اللبنانية واستهداف الأهداف التي ترغب فيها، إلا أنها ترفض الانسحاب بالكامل من الأراضي اللبنانية، إذ أوضح مصدر أن إسرائيل تواجه مشكلة منذ بداية الحرب على غزة، حيث أدى دخول حزب الله إلى جبهة الإسناد إلى نزوح أكثر من 70 ألف مستوطن إسرائيلي من المستعمرات القريبة من جنوب لبنان، وهم يرفضون العودة خوفًا من صواريخ حزب الله وأي توغل إلى العمق الإسرائيلي.

وتتعرض الحكومة الإسرائيلية أيضًا لضغوط كبيرة من النازحين، الذين لم يعودوا إلى منازلهم حتى الآن، وهي تسعى للاحتفاظ بالنقاط الاستراتيجية، سواء كانت المشرفة أو التي تؤثر على المستعمرات في الجليل الغربي أو الجليل الأوسط أو في إصبع الجليل.

ويعد استمرار إسرائيل في احتلالها للأراضي اللبنانية، أداة للضغط على الدولة اللبنانية لتستمر في تنفيذ مهامها عبر الجيش اللبناني، بما في ذلك تفكيك البنى العسكرية لجماعة حزب الله في منطقة جنوب الليطاني.

تم نسخ الرابط