فضائل عيد الأضحى المبارك وأحاديث نبوية عن يوم النحر العظيم
يعد عيد الأضحى المبارك من أعظم المناسبات الدينية التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، فهو يحمل في طياته العديد من القيم الإيمانية، ويجسد معاني التضحية والتقرب إلى الله، ويوافق عيد الأضحى اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويستمر الاحتفال به حتى نهاية أيام التشريق، أي اليوم الثالث عشر من الشهر ذاته.
يتميز هذا العيد بخصوصية شعائره وفضله الذي ورد في عدد كبير من الأحاديث النبوية الشريفة، في السطور التالية نستعرض أبرز أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن عيد الأضحى، ونسلط الضوء على أهم السنن المرتبطة به، فضل صيام يوم عرفة، أحكام الأضحية، وصيغ التكبيرات الشرعية، كما نوضح الجوانب الفقهية المتعلقة بهذه الشعيرة العظيمة، اعتمادًا على ما ذكرته دار الإفتاء المصرية ومصادر موثوقة.
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
أجمعت كتب السنة النبوية على فضل الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
- "ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيام" – أي أيام العشر. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
ويُستحب في هذه الأيام الإكثار من الأعمال الصالحة، مثل الصلاة والصيام وقراءة القرآن والصدقة، لما لها من أجر عظيم.
فضل صيام يوم عرفة
يُعتبر صيام يوم عرفة، الذي يوافق اليوم التاسع من ذي الحجة، سنة مؤكدة لغير الحجاج، وله أجر عظيم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:"صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده".
ويُعد هذا اليوم من أعظم الأيام عند الله، وفيه يُعتق الله رقاب عباده من النار، لذلك يُنصح المسلمون باغتنامه بالصيام والدعاء والذكر.
سنن عيد الأضحى المبارك
وردت العديد من السنن النبوية المتعلقة بعيد الأضحى، ومنها ما جاء في الحديث الشريف:
- "إن أول ما نبدأ به يومنا هذا أن نُصلي، ثم نرجع فننحر، من فعل فقد أصاب سنتنا".
وتتضمن سنن عيد الأضحى ما يلي:
- الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب.
- التبكير إلى صلاة العيد مع الذهاب من طريق والعودة من آخر.
- عدم الأكل قبل الصلاة في عيد الأضحى، على عكس عيد الفطر.
- ذبح الأضحية بعد أداء صلاة العيد مباشرة.
- إظهار الفرح والسرور، وزيارة الأرحام، وتبادل التهاني.
أحكام الأضحية وشروطها
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إراقة الدم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا".
والأضحية سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وهي من شعائر الإسلام العظيمة، ويشترط في الأضحية ما يلي:
- أن تكون من بهيمة الأنعام (إبل، بقر، غنم).
- أن تبلغ السن الشرعي المقرر.
- أن تكون خالية من العيوب الظاهرة.
- أن تذبح بعد صلاة العيد وحتى غروب شمس ثالث أيام التشريق.
كما أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من نوى الأضحية يُستحب له أن لا يأخذ من شعره أو أظفاره شيئًا منذ دخول شهر ذي الحجة وحتى يذبح، وهو أمر مستحب وليس واجبًا.
تكبيرات عيد الأضحى وصيغها
أجمع جمهور الفقهاء على أن التكبير سنة مؤكدة في عيد الأضحى، ويبدأ وقتها من فجر يوم عرفة حتى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق.
ومن أشهر صيغ التكبير التي اعتاد عليها الجميع: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، وقد أقر الإمام الشافعي بحُسن هذه الصيغ، وأكد على مشروعية التنوع في التكبيرات، حيث يعد ذلك من مظاهر سعة الشريعة وتعدد الاجتهادات الفقهية.
الفرح والاحتفال المشروع في العيد
أكدت السنة النبوية أهمية إظهار الفرح والبهجة في أيام العيد، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها "دخل عليّ أبو بكر وعندي جاريتان في أيام منى تغنيان، والنبي متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فقال النبي: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد".