عاجل

مرصد الأزهر يعلق على تطورات الأحداث بين الهند وباكستان.. تفاصيل

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

أكد مرصد الأزهر أن العلاقات الهندية الباكستانية تشهد توترًا حادًا، تفاقم عقب الهجوم الذي استهدف منطقة "بهلجام" السياحية في جامو وكشمير. وقد أسفر هذا الهجوم عن سقوط نحو 26 قتيلًا و12 مصابًا.

وعلى إثر هذا الهجوم، اتهمت الهند باكستان بـدعم وإيواء عناصر إرهابية، وهو ما ترتب عليه اتخاذ نيودلهي عدة إجراءات تصعيدية، شملت طرد المستشارين العسكريين الباكستانيين، وإغلاق نقاط التفتيش الحدودية، وإلغاء نظام الإعفاء من التأشيرة للمواطنين الباكستانيين، وتخفيض عدد الدبلوماسيين الباكستانيين إلى 30 فردًا اعتبارًا من مطلع مايو الجاري، بالإضافة إلى تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند الموقعة بين البلدين منذ نحو 60 عامًا.

تصعيد عسكري متبادل

ولتف إلى أن التصعيد لم يقتصر على الجانب الدبلوماسي، بل امتد ليشمل تبادلًا لإطلاق النار بين القوات الهندية والباكستانية على خط السيطرة الفعلي. وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 7 مايو، أعلنت الهند عن استهداف قواتها لتسعة مواقع داخل باكستان وفي جامو وكشمير، ضمن عملية أطلقت عليها اسم "سيندور"، زاعمة أنها تستهدف البنية التحتية لجماعات إرهابية. في المقابل، نفت باكستان وجود أي أهداف إرهابية في المناطق التي تعرضت للقصف، مؤكدة أنها مواقع مدنية.

ورداً على تقارير إعلامية تحدثت عن تضرر مساجد في الضربات الهندية، أكدت القوات المسلحة الهندية أن ضرباتها كانت "مدروسة" و"غير تصعيدية"، مشيرة إلى أنها لم تستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية.

الخسائر الباكستانية جراء القصف

أفادت وسائل إعلام محلية بأن الغارات الجوية الهندية على عدد من المواقع الباكستانية أسفرت عن مقتل 26 مدنيًا وإصابة 46 آخرين. كما أدى الهجوم الذي استهدف مسجدًا في مدينة بهاولبور إلى مقتل 13 شخصًا بينهم نساء وأطفال.

رد باكستاني وإجراءات دفاعية

عقب عملية "سيندور" الهندية، أعلنت باكستان تعليق جميع الرحلات الجوية الداخلية والدولية، وإغلاق مجالها الجوي. كما اتخذت عدة إجراءات دفاعية ردًا على الهجمات الهندية، وأعلنت خلال الساعات الماضية عن إسقاط خمس طائرات تابعة لسلاح الجو الهندي وطائرة مسيرة. ومن بين الطائرات التي تم إسقاطها، طائرة "رافال" المقاتلة الفرنسية متعددة المهام.

وقد أسفر التحرك الباكستاني عن مقتل 10 مدنيين وإصابة 48 آخرين في الشطر الهندي من كشمير. كما قامت السلطات الهندية بنقل القرويين في المناطق الحدودية المعرضة للخطر إلى مناطق أكثر أمنًا.

من جانبها، استدعت وزارة الخارجية الباكستانية القائم بالأعمال الهندي في إسلام آباد، وأكدت أن الهجوم الهندي يمثل "انتهاكًا صارخًا" لسيادة باكستان، ويتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والأعراف المستقرة في العلاقات بين الدول.

ردود فعل دولية تدعو للتهدئة

توالت الدعوات الدولية للتهدئة ووقف التصعيد بين الجانبين، مع التأكيد على أهمية ضبط النفس والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي.

وفي هذا السياق، أعربت الصين عن "أسفها وقلقها" إزاء تصاعد التوترات بين الهند وباكستان عقب الغارات الجوية الهندية.

كما أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أسفه" للقتال الدائر بين البلدين، واصفًا الوضع بأنه "مؤسف للغاية"، معربًا عن أمله في توقف القتال "سريعًا".

بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن "قلقه البالغ" إزاء التصعيد بين البلدين، ودعا إلى "أعلى درجات ضبط النفس".

كما أكدت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، أهمية بذل كل المساعي لتحقيق التهدئة ونزع فتيل الأزمة، تفاديًا لانزلاق المنطقة إلى مزيد من التطور والتصعيد.

من جهته، أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان على ضرورة تحلي البلدين بضبط النفس، محذرًا من أن هذا التوتر يمثل تهديدًا "ليس فقط للسلم الإقليمي، بل وللسلام العالمي"، وشدد على أهمية "الحوار والتفاهم" بين الطرفين.

وتعقيبًا على الأحداث الأخيرة، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على خطورة التصعيد الجاري بين الهند وباكستان، وما يحمله من تداعيات تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها. ويدعو المرصد الأطراف المعنية إلى تغليب لغة الحوار والعقل، واللجوء إلى الوسائل السلمية لحل الخلافات، حقنًا للدماء وحفاظًا على أرواح المدنيين الأبرياء. كما يناشد المجتمع الدولي ومؤسساته الاضطلاع بمسؤولياتهم في نزع فتيل الأزمة، والضغط على الطرفين لخفض التوتر والشروع في مفاوضات جادة تضمن تحقيق الأمن والسلام المستدامين في المنطقة.

تم نسخ الرابط