منصور: «الهيروغليفية خطوة بخطوة» أداة تعليمية جديدة للمهتمين بالحضارة المصرية

تحدث الدكتور أحمد منصور مدير مركز دراسات الخطوط والكتابات بمكتبة الإسكندرية، عن إطلاق المرحلة الثانية من موقع «الهيروغليفية خطوة بخطوة»، وهو أول منصة إلكترونية متخصصة في تعليم اللغة المصرية القديمة.
محتوى علمي مبسط
وأوضح، أنّ الموقع الذي أطلق لأول مرة في 2015، يقدم محتوى علمي مبسط باللغة العربية والإنجليزية، ويستهدف طلاب الجامعات والمهتمين بالثقافة والحضارة المصرية القديمة، لافتًا، إلى أنه يشمل دروسًا تعليمية تفاعلية، واختبارات، وقاموسًا يحتوي على أكثر من 5000 كلمة هيروغليفية.
وأضاف منصور، في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ الموقع قد مر بعدة مراحل تطوير، وأن المرحلة الثانية التي تم إطلاقها مؤخرًا تأتي استجابة لطلبات الدارسين والباحثين الذين طلبوا إضافة محتوى علمي جديد وتحديث بعض الأجزاء التقنية.
وذكر، أن التحديثات تشمل تحسينات في أنظمة التشغيل بحيث تتناسب مع الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الحديثة، بالإضافة إلى إضافة تطبيق خاص بالقاموس لتسهيل الوصول إلى المحتوى حتى في حالة عدم الاتصال بالإنترنت.
وتابع، أن الهدف من الموقع هو تقديم مادة تعليمية كافية لتعليم اللغة المصرية القديمة بطريقة سهلة وواضحة: «الدارس يستطيع من خلال الموقع أن يتعرف على القواعد الأساسية للغة، مثل قراءة أسماء الملوك والملكات وبعض النصوص التاريخية البسيطة من الآثار المصرية».
وأوضح أن الموقع يقدم محتوى غنيًا بالمواد العلمية التي تتيح للمهتمين استكشاف أسماء الملوك مثل الملك توت عنخ آمون، والتعرف على الصيغ الخاصة بتقديم القرابين والطقوس المصرية القديمة، لافتًا، إلى أن هذه المعلومات تعتبر مقدمة مثالية لمن يرغب في تعلم أساسيات اللغة المصرية القديمة وفهمها بشكل أعمق.
واختتم منصور حديثه بالتأكيد على أهمية المشروع في تعزيز التواصل مع الحضارة المصرية القديمة: «الموقع يوفر للدارس الفرصة لاكتساب معرفة متوسطة باللغة المصرية القديمة، ما يعزز ارتباط الأجيال الجديدة بحضارتهم».
وتُعد اللغة الهيروغليفية واحدة من أقدم اللغات المكتوبة في تاريخ البشرية، حيث ظهرت في مصر القديمة حوالي عام 3200 قبل الميلاد. استخدمت هذه اللغة الرمزية لتسجيل الأحداث الدينية والسياسية والاقتصادية، وكانت تُنقش على جدران المعابد والمقابر والأدوات الفخارية والبرديات.
وكلمة "هيروغليفية" مشتقة من الكلمتين اليونانيتين "هيرو" (ἱερός) بمعنى مقدس، و"غليف" (γλύφω) بمعنى نقش، مما يعكس طبيعة النصوص التي كانت تُستخدم غالبًا في النقوش الدينية.
وتتكون الهيروغليفية من مجموعة من الرموز والرسوم التي تمثل كلمات أو أصواتًا، حيث تحتوي على أكثر من 700 رمز تشمل أشكالًا بشرية، وحيوانية، وأشياء من البيئة المصرية. يمكن للرمز الواحد أن يكون حرفًا، مقطعًا، أو كلمة كاملة، مما يجعلها لغة معقدة وغنية بالتفاصيل.
وكانت الهيروغليفية تُستخدم بشكل أساسي في النقوش الرسمية والنصوص الدينية، بينما كانت هناك أنظمة كتابة أخرى أكثر بساطة، مثل الهيراطيقية والديموطيقية، تُستخدم في الحياة اليومية.
وظل فك رموز الهيروغليفية لغزًا حتى عام 1822، عندما نجح العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون في فك شفرتها بفضل حجر رشيد، الذي جمع بين نصوص هيروغليفية ويونانية وديموطيقية، مما مكن العلماء من قراءة النصوص المصرية القديمة وفهم حضارتها.