أوكرانيا تحت الأضواء... موازين المساعدات الدولية وأزمة التوازن بين أوروبا وأمريكا

منذ بداية الحرب في أوكرانيا، أضحى الدعم الدولي عنصراً أساسياً في مسار النزاع، حيث تسابقت الدول لتقديم المساعدات المالية والعسكرية إلى كييف. ورغم أن أوروبا تظل في طليعة هذه المساعدات، إلا أن التحديات المتعلقة بتوزيع الأدوار بين الحلفاء، لا سيما بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية، تثير تساؤلات حول التوازن المستقبلي في هذا الصراع.
التصريحات الأمريكية حول المساعدات
أكد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغث، واضحًا خلال لقائه مع أعضاء حلف شمال الأطلسي، أن أوروبا ستكون مطالبة في المستقبل بتوفير الجزء "الضخم" من المساعدات المستقبلية لكييف، مشددًا على أن الولايات المتحدة لن تتحمل بعد الآن "علاقة غير متوازنة" ضمن الناتو، وقد تم توجيه هذا التحذير إلى الأوروبيين الذين رغم الانتقادات الأمريكية، لا يزالون يساهمون بشكل كبير في دعم أوكرانيا منذ بداية النزاع.
المساعدات الدولية
وتم تخصيص حوالي 267 مليار يورو من المساعدات لأوكرانيا خلال الثلاث سنوات الماضية، حيث تستحوذ المساعدات العسكرية على النصيب الأكبر من هذا المبلغ الإجمالي أي نحو 130 مليار يورو، تليها المساعدات المالية 118 مليار يورو، أي 44%، في حين تظل المساعدات الإنسانية هي الأقل (19 مليار يورو، أي 7%).
المساعدات الأمريكية مقابل الأوروبية
تجاوزت أوروبا، على الورق، بشكل واضح الولايات المتحدة في تقديم المساعدات لأوكرانيا، حيث بلغت مساعدات أوروبا 132 مليار يورو مقابل 114 مليار يورو من الولايات المتحدة، ومع ذلك، تكشف البيانات أن الولايات المتحدة قدمت قليلاً أكثر من المساعدات العسكرية (64 مليار يورو) مقارنةً بأوروبا (62 مليار يورو)
تراجع المساعدات الأمريكية
و تراجعت المساعدات الأمريكية منذ منتصف عام 2023، خاصة بسبب انخفاض التدفقات المالية للمساعدات لمدة تسعة أشهر، حيث قام الكونجرس الأمريكي بحجب أي مشروع قانون جديد للمساعدات، وعلى الرغم من أن المساعدات الأمريكية قد بدأت في العودة مؤخرًا، إلا أن عودة الرئيس ترامب إلى السلطة قد تؤدي إلى توقف هذه المساعدات مرة أخرى
أبرز الدول المساهمة في المساعدات
وتحتل ألمانيا المركز الثالث بعد الولايات المتحدة والمؤسسات الأوروبية من حيث حجم المساعدات، حيث تصل إلى حوالي 17.3 مليار يورو، ولكن من المتوقع أن تخفض برلين مساعداتها هذا العام بعد زيادة كبيرة في العام الماضي، ويليها عن كثب المملكة المتحدة (14.8 مليار يورو)، التي وعدت مؤخرًا بشراكة أمنية لمدة مئة عام، واليابان (10.5 مليار يورو)، وكندا (8.27 مليار يورو)، والتي أصبحت أول دولة تحت حاجز الـ 10 مليار يورو، أما فرنسا، التي يشهد قطاع دفاعها حالياً أزمة في النمو، فتحتل المركز العاشر بحوالي 5 مليارات يورو من المساعدات المقدمة منذ بداية النزاع.