إعادة إحياء أوبريت "البروكة": لمسة معاصرة على إرث سيد درويش

في حلقة مميزة من برنامج "هذا الصباح" على قناة "إكسترا نيوز"، استضافت الإعلامية سارة سراج صباح اليوم، الخميس، الموسيقار الكبير راجح داوود والمايسترو ناير ناجي، في حوار خاص سلط الضوء على مشروع فني استثنائي يعيد أحد أعظم أعمال الموسيقار الراحل سيد درويش إلى الحياة، بعد مرور أكثر من قرن على تقديمه للمرة الأولى.
تحدث الضيفان عن تفاصيل إعادة إحياء أوبريت "البروكة"، الذي يعد من أبرز المحطات في تاريخ المسرح الغنائي المصري، وعن الجهود المبذولة لإعادة تقديم هذا العمل التراثي برؤية معاصرة، مع الحفاظ على روحه الأصيلة وأصالته الموسيقية.
أوبريت "البروكة"
أوضح الموسيقار راجح داوود خلال اللقاء، أن "البروكة" ليس مجرد أوبريت، بل يمثل حالة فنية وثقافية جمعت بين الموسيقى والمسرح والدراما الشعبية، مؤكدًا أن إعادة إحيائه بمثابة استعادة لجزء مهم من ذاكرة الفن المصري، ورسالة للأجيال الجديدة حول قيمة التراث الموسيقي وأهمية الحفاظ عليه.
وأشار داوود إلى التحديات التي واجهها الفريق في عملية الترميم الموسيقي وإعادة التوزيع، خاصة مع فقدان بعض النوت الموسيقية الأصلية، مما تطلب جهدًا بحثيًا وموسيقيًا دقيقًا لاستعادة العمل بأعلى درجة من الوفاء للأصل.
معاصرة للأجيال الجديدة
من جانبه، أكد المايسترو ناير ناجي، أن مشروع إعادة تقديم "البروكة" لا يهدف فقط إلى استعادة عمل تراثي، بل يسعى إلى تقديمه بشكل يتناسب مع ذائقة الجمهور المعاصر، دون المساس بجوهر الموسيقى وروحها، مشيرًا إلى أن الموسيقى الكلاسيكية والمسرح الغنائي يمتلكان القدرة على الوصول إلى الجمهور متى ما قُدما بأسلوب متجدد يحترم الأصالة.
وأوضح ناجي أن عرض الأوبريت في مكتبة الإسكندرية نهاية الشهر الجاري يحمل رمزية كبيرة، باعتبارها مركزًا ثقافيًا عالميًا، مؤكدًا أن اختيار هذا المكان يعكس تقديرًا لقيمة العمل ورغبة في تقديمه لجمهور واسع، محليًا ودوليًا.
تطور الموسيقى
لم يقتصر الحوار على مشروع الأوبريت فحسب، بل امتد ليشمل مناقشة أوسع حول تطور الموسيقى في مصر عبر الأجيال، ودور المسرح الغنائي في تشكيل الوعي الفني والهوية الموسيقية للمجتمع المصري، وسط التحولات الثقافية المتسارعة.
ناقش الضيفان مستقبل الموسيقى الكلاسيكية والمسرح الغنائي في ظل التحديات التي تواجهها الفنون الجادة، معربين عن تفاؤلهما بإمكانية تجديد الاهتمام بهذه الفنون من خلال مشروعات مشابهة، وبتعاون المؤسسات الثقافية والجهات الداعمة للفن.

رؤية داعمة
يأتي هذا اللقاء ضمن خطط برنامج "هذا الصباح" لتقديم محتوى ثقافي وفني يواكب الأحداث المهمة في المشهد الفني المصري، ويعكس الاهتمام بإبراز رموز الفن والإبداع. يرأس تحرير البرنامج الكاتب الصحفي محمود العمري، الذي أكد في تصريحات سابقة حرص البرنامج على استضافة قامات ثقافية وفنية تقدم رسائل هادفة للمجتمع.
في ختام اللقاء، وجه الموسيقار راجح داوود والمايسترو ناير ناجي رسالة إلى الشباب والمهتمين بالفن، مؤكدين أن الموسيقى ليست مجرد أصوات وألحان، بل لغة تحمل قيما إنسانية وثقافية عابرة للزمن، داعين إلى استلهام التراث والعمل على تطويره، ليبقى حيًا في وجدان الأجيال القادمة.