اختبار لنوايا كييف.. بوتين يعلن وقف إطلاق النار في ذكرى"يوم النصر"

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دخول هدنة "عيد النصر" حيز التنفيذ، وفقًا لما أفاد به مراسل "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، اليوم الخميس. وتأتي هذه الخطوة بمناسبة الاحتفال بـ"يوم النصر"، الذي تحيي فيه روسيا ذكرى الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية، وسط تصاعد التوترات العسكرية بين موسكو وكييف.
الهدنة، التي أعلنتها روسيا بشكل أحادي الجانب، تهدف – بحسب تصريحات المسؤولين الروس – إلى منح فرصة جديدة لوقف التصعيد، وإفساح المجال أمام جهود السلام، رغم استمرار العمليات العسكرية في عدة جبهات.
اختبار لكييف
وفي تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أكد أن المبادرة الروسية بوقف إطلاق النار خلال عطلة "يوم النصر" ليست مجرد خطوة رمزية، بل تحمل بُعدًا سياسيًا مهمًا، إذ تمثل اختبارًا لمدى استعداد كييف للدخول في مفاوضات سلام حقيقية.
وقال بيسكوف – في تصريحات نقلتها وكالة "روسيا اليوم" – إن الهدف من هذه الهدنة لا يقتصر على الجانب الإنساني المرتبط بالعطلات والمناسبات الدينية، بل يمتد إلى كونه مؤشرًا على إرادة موسكو في التوصل إلى تسوية سلمية دائمة مع أوكرانيا.
وأضاف: "كما كان الحال مع هدنة عيد الفصح التي اقترحتها روسيا سابقًا، فإن إعلاننا لوقف إطلاق النار في 8 و9 و10 مايو الجاري هو بمثابة دعوة لاختبار جدية كييف في البحث عن سبل لتحقيق سلام طويل الأمد ومستقر".
تحفظات أوكرانية
في المقابل، لم تصدر أوكرانيا موقفًا رسميًا مباشرًا بشأن الهدنة الجديدة حتى الآن، إلا أن مصادر مقربة من الحكومة الأوكرانية ألمحت إلى تحفظات حول المبادرة الروسية، معتبرة أنها قد تكون "غطاءً لإعادة التمركز العسكري"، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام غربية.
وكانت أوكرانيا قد رفضت سابقًا مقترح وقف إطلاق النار خلال عيد الفصح، متهمة موسكو بـ"استغلال الهدنة لتجميع قواتها"، ما يعكس انعدام الثقة بين الجانبين في ظل استمرار الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
مشهد ميداني متوتر وبينما دخل وقف إطلاق النار المعلن حيز التنفيذ، أفادت تقارير ميدانية بمواصلة الاشتباكات في بعض المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا، مع تبادل الاتهامات بخرق الهدنة، ورغم إعلان موسكو التزام قواتها بوقف القتال، أشار مراقبون إلى أن الوضع على الأرض ما زال هشًا، مع استمرار التحركات العسكرية على عدة محاور.
رسائل الهدنة
يرى محللون سياسيون أن إعلان الهدنة في مناسبة "عيد النصر" يحمل رسائل متعددة، أبرزها محاولة موسكو إظهار نفسها طرفًا يسعى للسلام أمام المجتمع الدولي، في وقت تتزايد فيه الدعوات الغربية لمواصلة دعم أوكرانيا عسكريًا.
وفي هذا السياق، أوضح أحد المراقبين أن المبادرة الروسية "قد تفتح نافذة ضيقة لإجراء حوار جديد"، لكنها "لن تنجح دون خطوات بناء ثقة متبادلة بين الطرفين"، مشيرًا إلى أن عدم تجاوب كييف مع الهدنة قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد بعد انتهاء العطلة.

رسالة مزدوجة
بهذه الخطوة، توجّه موسكو رسالة سياسية مزدوجة للعالم: فهي تظهر انفتاحًا على الحوار، لكنها في الوقت ذاته تحمّل كييف مسؤولية إفشال جهود التسوية إذا لم تستجب للمبادرة، وبينما تتواصل الجهود الدولية لحل الأزمة، يبقى مستقبل الحرب مفتوحًا على كافة الاحتمالات، في ظل غياب بوادر حل سريع على المدى القريب.