خبراء: الاقتصاد المصري سيتأثر جزئيًا بأزمة الهند وباكستان

يُلقي التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان، بظلاله على العديد من الاقتصادات حول العالم، بما فيها مصر، وفي هذا السياق، يسلّط خبراء الاقتصاد الضوء على مدى تأثر الاقتصاد المصري بهذه الأزمة، خصوصًا في ظل العلاقات التجارية القائمة مع البلدين، والتحديات المرتقبة في سلاسل الإمداد واستيراد السلع الأساسية.
الأزمات العالمية
قال الدكتور محمد الشوادفي، الخبير الاقتصادي، إننا نعيش حاليًا في عصر تتسارع فيه الأزمات العالمية، وعندما يقع حدث كبير على الساحة الدولية، تتأثر به جميع دول العالم بدرجات متفاوتة، وأوضح أن الاقتصاد المصري قد يتأثر بدرجة متوسطة جراء اندلاع حرب بين الهند وباكستان، نظرًا لعدم مجاورتهما جغرافيًا لمصر.
العلاقات التجارية
وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، أن أبرز ملامح هذا التأثر تتمثل في العلاقات التجارية بين مصر وكل من الهند وباكستان، لا سيما في مجال استيراد الحبوب، وهو ما قد يتأثر نتيجة اضطراب سلاسل التوريد جراء الحرب. وأشار إلى أن الهند كونها من أهم الاقتصادات النامية والتي يُتوقع لها نمو كبير في السنوات المقبلة، فإن أي اضطرابات فيها ستنعكس على التجارة العالمية بشكل عام.
تأثير اقتصادي
وأكد الشوادفي أن الدول الأكثر تأثرًا ستكون تلك التي تعتمد على حجم تجارة خارجي كبير مع الهند وباكستان، مثل الصين، أما بالنسبة لمصر، فإن حجم التبادل التجاري مع باكستان محدود، في حين أن العلاقات الاقتصادية مع الهند أوسع، كما أن العلاقات القوية لمصر مع دول الخليج قد تجعل التأثير غير مباشر، لاسيما مع تأثر دول الخليج باندلاع العرب، إذ يربطها علاقات تجارية مع الهند وباكستان.
كما أشار إلى أن التأثير غير المباشر، قد يظهر من خلال مكونات السلع المستوردة التي يتم تصنيعها في دول أخرى، خاصةً الرقائق الإلكترونية، باعتبار الهند من الدول المتقدمة في هذا المجال، كما أوضح الخبير الاقتصادي، أن التأثير على الاقتصاد المصري لن يكون كبيرًا على المدى المتوسط، لكنه مرتبط بشدة الحرب ومدى استمرارها زمنيًا، خاصةً أنها ما زالت في بدايتها.
التجارة الخارجية
وأكد الخبير الاقتصادي أحمد حنفي، إلى أن الحرب المستعرة بين الهند وباكستان ستؤثر بشكل كبير على قطاع التجارة الخارجية بين مصر وكلا البلدين، مما قد يؤدي إلى حدوث تضخم في مصر. وأوضح أن أي نشاط يتعلق باستيراد وتصدير السلع والخدمات من الهند وباكستان سيواجه تحديات كبيرة. لذلك، أكد على ضرورة العمل على جذب الاستثمارات في هذه القطاعات لتقليل تأثير التضخم الناتج عن ارتفاع الأسعار بين الهند وباكستان.
الإنتاج المحلي
وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات لموقع "نيوز رووم" أن الإنتاج المحلي هو الحل الأساسي لمواجهة التأثر الاقتصادي جراء اشتعال الحرب بين الهند وباكستان، وأشار إلى أهمية توطين الصناعات في مصر، بما في ذلك الصناعات الزراعية والخدمية، وتعزيز التعاون في المشروعات المشتركة مع الهند وباكستان في هذه المجالات.
الواردات الهندية
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن أهم الواردات المصرية من الهند تشمل: اللحوم، الحديد والصلب، الآلات والمعدات مثل الدراجات الهوائية والبخارية، بالإضافة إلى الأسمدة. كما أوضح أن واردات الحديد المدرفل من الهند قد ارتفعت إلى 5.1% خلال عام 2023، مقارنة بـ 2% في العام الذي قبله. كما ذكر أن مصر تستورد من الهند زيت البترول بنسبة 14.2%، واللحوم بنسبة 13.4%.
وتابع حنفي أن إجمالي استيراد مصر من الهند في 2023 بلغ نحو 4.2 مليار دولار، أي ما يعادل 210 مليار جنيه، مع توقعات بزيادة هذه الأرقام في العام الحالي نتيجة الاضطرابات في السوق العالمي، وأضاف أن حجم التبادل التجاري مع الهند سيتأثر إلى حد بعيد جراء الأزمات الحالية.
أما بالنسبة للعلاقات التجارية بين مصر وباكستان، فأوضح الخبير الاقتصادي، أن حجم الاستيراد المصري من باكستان يبلغ حوالي مليار جنيه فقط، وهو أقل بكثير من الهند، تشمل واردات مصر من باكستان المطاط، القطن المنسوج، بقيمة 15.9 مليون دولار، بالإضافة إلى الإطارات بقيمة 9.10 مليون دولار.