خالد أبو بكر: وقف إطلاق النار في اليمن خطوة لاستعادة حركة الملاحة الآمنة

أعرب الإعلامي والمحامي الدولي خالد أبو بكر عن ترحيب مصر باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، معتبرًا أن هذا الاتفاق يمثل خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، بما ينعكس إيجابيًا على حرية الملاحة الدولية، خاصة في ظل التحديات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
وأكد أبو بكر، خلال تقديمه برنامج "آخر النهار" المذاع على قناة "النهار"، أن مصر تأمل أن يسهم الاتفاق في إعادة الاستقرار للمنطقة، وضمان أمن الممرات المائية الحيوية.
تحركات لاستعادة العبور الآمن
وأوضح أبو بكر أن قناة السويس تشهد تحركات حثيثة في هذا الإطار، حيث تم صباح اليوم، وبناءً على خطة مدروسة، استئناف الحوارات مع وكالات الملاحة الدولية لمناقشة سبل استعادة حركة العبور الآمن من خلال القناة.
وأضاف أن هذه الخطة ليست وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة دراسات ومشاورات بدأت منذ فترة، وتشمل التواصل مع وكلاء الشركات العالمية العاملة في مجال النقل البحري بمصر.
وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت انطلاق العديد من الاجتماعات والاتصالات المهمة تمهيدًا لإعلان رسمي مرتقب حول انتهاء حالة الاضطراب في البحر الأحمر، وإعادة فتح مسارات العبور الآمن عبر قناة السويس، إذ أن هذا التحرك المصري يعكس حرص الدولة على الحفاظ على مكانة القناة كممر ملاحي دولي استراتيجي.
تحديات الملاحة البحرية
وكشف أبو بكر أن العديد من الشركات العالمية كانت قد تقدمت بشكاوى بسبب اضطرارها إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح كبديل مؤقت، بعدما شهد البحر الأحمر اضطرابات أمنية أثرت على حركة الملاحة، موضحًا أن بعض الموجات البحرية على طريق رأس الرجاء الصالح بلغت ارتفاعات خطيرة وصلت إلى 43 مترًا، مما شكّل تحديًا كبيرًا أمام السفن التجارية وأثر على سلاسل الإمداد العالمية.
وأشار إلى وجود اهتمام متزايد من جانب الشركات العالمية بمعرفة مدى إمكانية العودة الآمنة للعمل عبر البحر الأحمر مرورًا بقناة السويس، خاصة في ظل الكلفة العالية والمسافات الطويلة التي يتطلبها الطريق البديل.
تعقيد المشهد الدولي
وفي سياق آخر، عبّر خالد أبو بكر عن استيائه من كثرة الأزمات التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة، قائلًا: "فاضل إيه؟ الجيل ده مشفهوش.. كورونا، وأوكرانيا وروسيا، والحرب في غزة، وباكستان والهند!"، في إشارة واضحة إلى تعقيد المشهد الدولي وتشابك الأزمات التي طالت كل أنحاء العالم.
وأكد أبو بكر أن هذه الأزمات المتداخلة تستدعي تكاتف الجهود الدولية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة والعالم، داعيًا إلى العمل المشترك لمواجهة التحديات الراهنة، وتبني سياسات تضمن أمن وسلامة الممرات الملاحية الدولية، بما يخدم مصالح الشعوب ويحافظ على استقرار التجارة العالمية.

رسالة أمل رغم التحديات
واختتم أبو بكر حديثه برسالة إيجابية، مؤكدًا أن الأمل في عودة الاستقرار قائم، لكنه يتطلب تعاونًا حقيقيًا وإرادة جماعية من مختلف الأطراف الدولية، مشددًا على أن مصر ستظل شريكًا فاعلًا في أي جهود تهدف إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة، مع مواصلة العمل على حماية مصالحها الاستراتيجية وضمان سلامة ممرها الملاحي الحيوي.