دراسة تكشف علاقة الأطعمة الحارة بالسرطان

أظهرت دراسات سابقة وجود ارتباطات بين استهلاك الأطعمة الحارة وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان في الجهاز الهضمي، لكن لم تكن هناك أدلة مؤكدة تدعم هذه الارتباطات على المدى الطويل.
دراسة صينية
وفي دراسة جديدة أجريت في الصين، حيث يُستهلك الطعام الحار بشكل واسع، تم تسليط الضوء على تأثير تناول الأطعمة الحارة على مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصة في منطقة تعرف بارتفاع معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي.
تفاصيل الدراسة
شملت الدراسة التي أجرتها جامعة كادوري أكثر من 512,000 بالغ تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا من عشر مناطق صينية، وجرى تتبع حالات الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، حيث تم تسجيل 2,350 حالة إصابة بسرطان المريء، و3,350 حالة بسرطان المعدة، و3,061 حالة بسرطان القولون والمستقيم، واستمرت فترة المتابعة في المتوسط لمدة 10.1 سنوات.
نتائج الدراسة
أظهرت النتائج أن 30% من المشاركين كانوا يتناولون الأطعمة الحارة بشكل يومي في بداية الدراسة، وقد تم رصد انخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بسرطان المريء لدى الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الحارة بانتظام، مع تناقص ملحوظ في نسب الخطر المرتبطة بتناول الطعام الحار، حيث كانت نسب المخاطر تتراوح بين 1.00 (لمن لا يتناولون الأطعمة الحارة أبدًا) إلى 0.81 (لمن يتناولونها 6-7 أيام في الأسبوع)، وقد استمر هذا الارتباط بشكل أقوى بين الأفراد الذين لا يدخنون أو يشربون الكحول بانتظام.
فيما يتعلق بسرطان المعدة، أظهرت الدراسة أيضًا انخفاضًا في المخاطر المرتبطة بتناول الأطعمة الحارة، رغم أن هذا الارتباط اختفى بعد استبعاد السنوات الثلاث الأولى من فترة المتابعة. أما بالنسبة لسرطان القولون والمستقيم، فقد كان الارتباط العكسي في خطر الإصابة واضحًا فقط عند سرطان المستقيم، وليس القولون.

أثر التوابل
لم تُظهر الدراسة أي تأثيرات إضافية ملحوظة من نوع التوابل أو قوتها على الارتباطات بين استهلاك الأطعمة الحارة وخطر الإصابة بالسرطان.
وتشير النتائج إلى أن تناول الأطعمة الحارة قد يرتبط بتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان الجهاز الهضمي بين البالغين في الصين، خاصة لدى الأفراد الذين لا يدخنون أو يشربون الكحول بانتظام. ورغم هذه النتائج المشجعة، تظل الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات المحتملة لهذا النوع من الطعام على المدى البعيد.