سعيد صادق: "الحكومات متعاطفة مع الهند والجماعات متعاطفة مع باكستان"

قال دكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن باكستان والهند يمتلكون أسلحة نووية منذ عام 1998، وهذا يمنعهم من دخول أى حرب نووية، لكن كانت تحدث من الحين للآخر اشتباكات، وعادت التوترات مجددا فى إقليم كشمير، الإقليم المتنازع عليه، في سلسلة من الاشتباكات الحدودية المحدودة، بعد هجوم إرهابي استهدف سائحين هندوس في المنطقة.
وأضاف أن كشمير تريد أن تستقل وتقوم بضرب الهند لتتخلى عنها الهند، كشمير أرض محتله جزء منها يتبع باكستان وجزء يتبع الهند وجزء بيد الصين، الصين وضعها مستقر، مشكلة كلها تكمن فى كاشمير الهندية، كل حين تظهر حركات فى كاشمير تقوم بعمليات كالعملية الأخيرة التى ضربت السائحين الهندوس فى كاشمير، والحكومة الهندية تتهم دائما الحكومة الباكستانية بأنها تدعم هذه الحركات الارهابية، وكل فترة يحدث اشتباكات بينهم على الحدود وينتهى.
تصعيد محسوب
وأكد صادق، أن أمريكا لم تبد أى اهتمام ولم ترسل وزير خارجيتها لأنهم يعلمون أن هذه المشاكل تثار من الحين للآخر ويصدر تصريحات عسكرية، وأن كل نظام يريد أن يظهر أمام شعبه، فيقوم بعمليات محددة، لم يقوموا بضرب الجيوش لم يتم ضرب نودلهى أو ضرب لاهور أو إسلام أباد، لكن كل ما يتم ضربه أماكن معينة على الحدود.
وقال أستاذ علم الاجتماع: "هذه المرة، الهند تصرح بغلق الماء وهذا موضوع صعب لكن هناك وساطات ستدخل وتحاول تهدئة الأوضاع، والوضع لن يتصعد عن هذا، وإذا تصعد سيتصعد بأسلحة تقليدية، ولم يدخله سلاح نووى على الإطلاق".
وأكد أنه من المفترض أن الهند ثالث اقتصاد فى العالم، فأى ارتباك فى الأوضاع والدخول فى مشكلات الحرب يؤثر على النمو الاقتصادى للهند.
التأثيرات السياسية:
وأضاف أنه لا يوجد حدث ضخم حتى الآن ليؤثر على دول أخرى، "باكستان أغلقت مجالها الجوى يومين يمكن أن تخسر السياحة والأعمال بين الدول لمدة يومين.. ليست كارثة.. لا توجد توقعات أن الحدث يصل إلى خسائر ضخمة".
وأكد الهند ضربت 9 مواقع فى كاشمير وليست فى باكستان، مواقع أو معسكرات إرهابيين ولم يضربوا الجيش الباكستانى، الضربات محددة.
ردود الفعل الدولية
وتابع: "العالم متعاطف مع الهند أول من تحدث مع رئيس وزراء الهند "مودى" بعد الهجوم الإرهابي كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولم يتصل بباكستان، دائما ينظر لباكستان أنها دولة متطرفة، خرج منها طالبان، وقتل فيها أسامة بن لادن"
وأضاف أن أغلب الدول العربية علاقتها الاقتصادية مع الهند أقوى من باكستان، بينهم تجارة والهنود رقم واحد فى العالم فى تحويلات الأموال للهند ،العمالة رقم واحد فوق الـ100 مليارأو أكثر، فلا يوجد تعاطف مع باكستان مقارنة بالهند
وقال: "الحكومات متعاطفة مع الهند والجماعات متعاطفة مع باكستان "
تبادلت الهند وباكستان القصف المدفعي العنيف فجر الأربعاء، في تصعيد خطير أسفر عن سقوط 38 قتيلاً على الأقل، بينهم 26 في الجانب الباكستاني و12 في الهندي، في أخطر مواجهة عسكرية بين القوتين النوويتين منذ نحو عقدين.
ويأتي التصعيد بعد هجوم دامٍ وقع في 22 أبريل في كشمير الهندية وأودى بحياة 26 شخصاً، ما فاقم التوترات بين البلدين اللذين يخوضان نزاعًا طويلًا على إقليم كشمير منذ تقسيم الهند في 1947.
وبحسب وزارة الدفاع الهندية، شنت القوات المسلحة ضربات جوية وصفتها بأنها "دقيقة" استهدفت تسعة معسكرات لـ"جماعات إرهابية" في الجانب الباكستاني، مؤكدة أنها اختيرت بعناية لتفادي وقوع خسائر في صفوف المدنيين.
من جهتها، نفت باكستان أي علاقة لها بهجوم باهالغام، واتهمت نيودلهي بتنفيذ "اعتداء غير مبرر"، أسفر عن مقتل 26 مدنياً وإصابة 46 آخرين، إضافة إلى أضرار لحقت بسد "نيلوم-جيلوم" لتوليد الطاقة، وفق المتحدث باسم الجيش الباكستاني اللواء أحمد شودري.
إسقاط طائرات وهجمات متبادلة
وفي تصعيد لافت، أعلنت إسلام آباد أنها أسقطت خمس طائرات هندية دون تقديم تفاصيل إضافية، بينما تحدث مصدر أمني هندي عن تحطم ثلاث طائرات تابعة لسلاح الجو "لأسباب غير معروفة"، وسط صمت رسمي حول مصير الطيارين.
وأفادت تقارير باندلاع مواجهات عنيفة حول بلدة بونش في الشطر الهندي من كشمير، التي تعرضت لقصف كثيف أدى إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 38 آخرين، في حين سجلت انفجارات عنيفة في محيط مدينة سريناغار.
وفي الشطر الباكستاني، قال سكان في مظفر آباد إن القصف طال مناطق سكنية ومساجد، مؤكدين حالة "الذعر" التي اجتاحت المدينة. وبدأت مراسم تشييع القتلى صباحاً وسط حضور كثيف من الأهالي.
ردود فعل وتحذيرات دولية
عقب التصعيد، سارعت الصين وبريطانيا إلى عرض وساطتهما، فيما دعت الأمم المتحدة، وموسكو، وواشنطن، وباريس، والاتحاد الأوروبي، إلى ضبط النفس. وعقدت لجنة الأمن القومي الباكستانية اجتماعًا طارئًا دعت خلاله المجتمع الدولي إلى "محاسبة الهند على انتهاكاتها".
وأعربت تركيا عن "قلق بالغ"، معتبرة أن "الهجوم الهندي يزيد من خطر اندلاع حرب شاملة"، بينما كثف وزير الخارجية الهندي اتصالاته مع عدة عواصم أوروبية لتبرير العملية العسكرية.
خلفيات الجماعات المستهدفة
أشارت تقارير استخباراتية هندية إلى أن أحد الأهداف التي ضربتها الطائرات الهندية كان مسجد "سبهان" في مدينة باهاوالبور في إقليم البنجاب الباكستاني، يُشتبه بأنه على صلة بجماعة "عسكر طيبة" التي تتهمها نيودلهي بالمسؤولية عن هجوم بومباي عام 2008، وهجوم كشمير الأخير.
أزمة مياه متصاعدة
وفي سياق موازٍ، تصاعد التوتر على خلفية المياه، إذ أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عزمه إعادة توجيه مياه الأنهار التي تمر إلى باكستان. وجاء ذلك بعد تعليق الهند مشاركتها في اتفاق تقاسم المياه الموقع في 1960، فيما اتهمت إسلام آباد نيودلهي بخفض منسوب نهر "شيناب".