عاجل

"صغيرة على الحب".. حسن خليل: الفلكلور الشعبي مصدر إلهامي في تصميم الاستعراضات

المخرج حسن خليل
المخرج حسن خليل

كشف المخرج الكبير حسن خليل، لأول مرة، كواليس الاستعراض الأيقوني الذي قدمته النجمة الراحلة سعاد حسني في فيلم "صغيرة على الحب"، مؤكدًا أن روح مصر الحقيقية تكمن في شعبيتها، لا في محاكاة أو تقليد النماذج الأوروبية. 

الفلكلور الشعبي 

وقال خليل، خلال لقائه ببرنامج "الستات" المذاع على قناة "النهار"، إن عشقه للفلكلور الشعبي كان المحرك الأساسي وراء تصميم هذا الاستعراض، مشيرًا إلى أن "الإبداع الحقيقي يولد من رحم العادات والتقاليد المصرية الأصيلة، مع ضرورة تحديثها وتطويرها باستمرار دون فقدان هويتها".

وأضاف: "أنا مدمن للفلكلور الشعبي المصري، ليس مجرد استعراض للرقص أو الأزياء، بل هو تعبير عن حياة كاملة، عن عادات وتقاليد متوارثة، كنت حريصًا أن تحمل كل حركة وكل كلمة في الاستعراض جزءًا من هذه الروح، حتى لو تغيرت الجملة أو الصورة قليلًا، لكنها تظل في أصلها مصرية خالصة".

رسالة توعوية للفتيات 

وأوضح خليل أن الهدف من هذا الاستعراض لم يكن مجرد المتعة البصرية أو الترفيه، بل حمل رسالة اجتماعية موجهة للفتيات الصغيرات، لتحذيرهن من الوقوع في الأخطاء أو الانسياق وراء طرق قد تضر بهن. 

وقال: "كنت أريد أن أوصل رسالة توعوية مغلفة بالفن… أن أقول للبنات بطريقة جميلة ومحبة: انتبهن، هناك أخطاء قد تدفعكن الثمن غاليًا… وجدت أن الفلكلور الشعبي هو الأداة المثلى لهذه الرسالة، لأنه قريب من الناس، من قلبهم ولسانهم".

وأشار إلى أن اختياره للفنانة الراحلة سعاد حسني لتأدية هذا الدور لم يكن مصادفة، بل كان قرارًا واعيًا استند إلى ما كانت تتمتع به من قبول جماهيري طاغٍ في ذلك الوقت. وأضاف: "سعاد كانت تمتلك قدرة فريدة على الجمع بين البراءة والذكاء، بين الطفولة والأنوثة، وكانت قريبة من قلوب الجمهور بشكل لا يوصف… لذلك شعرت أنها الأنسب لتوصيل هذه الرسالة دون وعظ مباشر أو خطابة".

التشابك بين الرسالة والفلكلور

وأكد المخرج أن حالة من "التشابك الفني" حدثت خلال هذا العمل، حيث امتزجت الرسالة الاجتماعية مع الأداء الفني البسيط والعفوي، في إطار فني محكم. وقال: "لم يكن هدفي أن أقدم استعراضًا يبهرك بحركاته المعقدة أو زخارفه المبهرة، بل أردت استعراضًا بسيطًا، لكنه عميق، يوصل رسالته بصدق، ويظل عالقًا في الذاكرة… وهذا ما حدث فعلًا، إذ بقي الاستعراض جزءًا من ذاكرة السينما المصرية حتى اليوم".

<strong>برنامج الستات</strong>
برنامج الستات

وختم حسن خليل حديثه بالتأكيد على أن الإبداع الفني لا يعني أبدًا الابتعاد عن الجذور أو الانبهار بالثقافات الأخرى على حساب الهوية الوطنية. وقال: "التجديد لا يعني التقليد… يمكن أن نطور فنوننا، نعيد صياغتها، نلبسها ثوبًا عصريًا، لكن تظل روحها مصرية… وهذا ما سعيت إليه طوال مسيرتي الفنية".

تم نسخ الرابط