عاجل

أسر تقتات على وجبة واحدة في اليوم

غزة على شفا كارثة إنسانية.. الجوع يُشعل موجة نهب وأسر تقتات على وجبة واحدة

قطاع غزة
قطاع غزة

يشهد قطاع غزة حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق، مع تصاعد عمليات النهب والسرقة والعنف في أحياء عدة، وسط تفاقم معاناة سكانه اليائسين الباحثين عن الطعام والمواد الأساسية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الشامل للشهر الثاني على التوالي.

ووفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن قطاع غزة يشهد تزايدًا لافتًا في أعمال العنف، شملت اقتحام مستودعات تابعة لمنظمات إنسانية، واشتباكات مسلحة على ما تبقى من مخازن الأغذية، وعمليات سرقة لمستلزمات حيوية كالبطاريات، وأجهزة الشحن، والهواتف، وأواني الطهي.

وقال أحد عمال الإغاثة في القطاع: "بحلول الوقت الذي تُعلن فيه المجاعة رسميًا، سيكون الأوان قد فات. ما نشهده الآن هو نتيجة مباشرة لوجود أكثر من مليوني إنسان يعيشون في صدمة ويأس، دون أي رقابة أو نظام".

طوابير الجوع تغيب.. والناجون يبحثون عن فتات الخبز

في سياق متصل، حذر مسؤولون طبيون من تزايد حالات سوء التغذية الحاد، بعد إغلاق معظم المطابخ المجتمعية التي كانت تقدم قرابة مليون وجبة يوميًا، نتيجة نفاد المواد الأساسية. كما أشار التقرير إلى أن العائلات باتت تقتصر على وجبة واحدة في اليوم، في وقت تُباع فيه كميات من الدقيق الفاسد بأسعار تفوق المعتاد بثلاثين إلى أربعين ضعفًا، في ظل غياب الوقود واعتماد السكان على الخشب والبلاستيك المهمل للطهي.

وتقول لويز ووتريدج، مسؤولة الطوارئ في وكالة الأونروا، إن النهب والفوضى هما "انعكاس مباشر لحرمان ممتد لا يُطاق"، مؤكدة أن الوكالة اضطرت إلى إجلاء موظفيها من مكتبها الميداني في مدينة غزة الأربعاء، بعد اقتحامه من قبل حشود استولت على كميات من الأدوية.

هجمات على المخابز والمستودعات

تزايدت التقارير عن حوادث عنف متعددة خلال الأيام الأخيرة، من بينها اقتحام مخابز في مدينة غزة من قبل مسلحين بحثًا عن الدقيق، ومهاجمة مطاعم خيرية ومستودعات تابعة لمنظمات إغاثية.

وفي حادثة أخرى، أقدم لصوص على نهب مطبخ مجتمعي بالكامل، بما في ذلك معداته وأوانيه، فيما تعرض موظفون في أحد مواقع التوزيع للاحتجاز تحت تهديد السلاح الأبيض أثناء عملية اقتحام.

ونقلت الصحيفة عن شهود عيان تفاصيل مروعة: المحامي أنس رأفت، البالغ من العمر 25 عامًا، أكد أنه وعائلته اضطروا للاختباء على الأرض لأكثر من ساعتين بسبب إطلاق نار مكثف قرب منزلهم في مدينة غزة. فيما روت غدير رجب، 27 عامًا، أنها شاهدت حشودًا تندفع لاقتحام مستودع بعد سماع إطلاق نار: "كان البعض يركضون للنهب، وآخرون يفرون من الرعب".

خطة إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات

وبينما تتهم إسرائيل حركة "حماس" بالسيطرة على المساعدات وإعادة بيعها لتمويل عملياتها العسكرية، تنفي الحركة هذه الادعاءات، وتشير منظمات الإغاثة إلى أن وقف إطلاق النار المؤقت في يناير الماضي شهد تحسّنًا نسبيًا في انسياب المعونات.

وأعلنت إسرائيل، الاثنين، عن خطة تهدف إلى رفع الحصار جزئيًا عبر إنشاء سلسلة من مراكز توزيع جنوب قطاع غزة، تُدار من قبل مقاولين محليين وتخضع لحراسة الجيش الإسرائيلي، في إطار ما وصفته بتجهيز القطاع لـ"هجوم مكثف" خلال الأسابيع المقبلة.

لكن الأمم المتحدة وعددًا من المنظمات الإنسانية رفضوا الخطة، معتبرين أنها غير عملية، وتشكل خطرًا على سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإغاثي، فضلًا عن احتمال تعارضها مع مبادئ القانون الدولي الإنساني.

تم نسخ الرابط