ديموقراطي هادئ.. آندي بشير مرشح محتمل لرئاسة أمريكا 2028

آندي بشير، حاكم ولاية كنتاكي، لا يكتفي اليوم بترك الباب مفتوحًا أمام فكرة الترشح للرئاسة الأمريكية في 2028، بل يبدو أنه بدأ فعليًا في تمهيد الطريق. من لقاءات مع كبار الممولين إلى خطاباته في منتديات دولية كـ«دافوس»، وانخراطه في سباقات سياسية خارج ولايته، يسعى بشير إلى الانتقال من شخصية محلية ناجحة إلى منافس وازن على الساحة الوطنية في الحزب الديمقراطي الذي يعيش حالة ارتباك منذ خسارة البيت الأبيض في 2024.
ما الذي يميّز بشير؟
بشير نال إعجاب خصومه قبل حلفائه، بسبب قدرته على الفوز بمنصب الحاكم مرتين في ولاية فاز فيها ترامب بأكثر من 30 نقطة.
لم يتخلَ عن خطه الديمقراطي في ولايته المحافظة، بل مزج بين سياسات تقدمية كـتوسيع «ميديكيد» ودعم الإجهاض، وخطاب محافظ هادئ يؤطره بإيمانه المسيحي وقربه من القاعدة الشعبية الريفية.
حين زار مناطق منكوبة بسبب فيضانات، لم يوزع فقط مساعدات، بل وقف وسط الطين وبنى جدران المنازل بنفسه — صورة نادرة لسياسي وطني في هذا العصر الرقمي.
العقبات أمامه
يفتقر بشير للنجومية الإعلامية التي يتمتع بها حكام مثل جافين نيوسوم أو جي بي بريتزكر، ولا يملك شبكة تمويل كالتي يتمتع بها ديمقراطيون من ولايات كبرى أو ساحلية.
ظهوره التلفزيوني خلال تجارب الترشح لنائب الرئيس في 2024 لم يكن موفقًا — وصفه بعض المستشارين السابقين لهاريس بأنه بدا "معلّبًا ومملًا".
رغم ذلك، بدأ يُستدعى من قبل قادة ديمقراطيين في الكونغرس، ويُستشار في كيفية طرح الرسائل السياسية بطريقة تتجاوز «فقاعة واشنطن».
بشير مقابل نماذج فاشلة وناجحة
يُقارن أحيانًا بجيمي كارتر وبيل كلينتون، حكّام من ولايات جنوبية نجحوا في الوصول إلى البيت الأبيض عبر تحالف القاعدة الشعبية والانطباع "الودي".
في المقابل، فشل حاكما مونتانا وكولورادو (ستيف بولوك وجون هيكنلوبر) في تجاوز حاجز الـ1٪ في استطلاعات 2020 رغم سير ذاتية قوية، وهو ما يهدد بشير إذا لم يتجاوز صورته "المحلية".
مفترق طرق للحزب الديمقراطي
قد تكون 2028 لحظة مثالية لحكام الولايات الديمقراطيين للعودة إلى الواجهة، في ظل انهيار القيادة المركزية بعد ولاية ترامب الثانية.
بشير، عبر موقعه كرئيس قادم لرابطة حكام الولايات الديمقراطيين، يملك منصة لبناء شبكة تحالفات وخطاب وطني أكثر وضوحًا.
التحدي الأكبر
ربما التحدي الأساسي أمام بشير هو ما قاله أحد الخبراء: "إما أن يبقى في الـ2٪، أو يُحدث مفاجأة ويصبح حديث الساعة". بشير يراهن على أن الناس لا يريدون من يصرخ، بل من يفعل.
وهو لا يمانع المواجهة، فقد هاجم مؤخرًا نيوسوم لاستضافته ستيف بانون، وتمسك بدعمه للرياضيين المتحولين جنسيًا، رغم الهجوم المحافظ.