خالد صلاح:الصحافة بحاجة لتحالف وطني لمواجهة هيمنة «جوجل وفيسبوك» على الإعلانات
أعرب الكاتب الصحفي خالد صلاح عن قلقه العميق من الأزمة التي تواجهها الصحف المصرية في ظل هيمنة منصتي "جوجل" و"فيسبوك" على سوق الإعلانات الرقمية، مطالبًا بتشكيل تحالف وطني بين الصحف المصرية للضغط من أجل تنفيذ تشريعات تحمي حقوق الإعلام الوطني.
استحواذ منصات التكنولوجيا على الجزء الأكبر من الإعلانات
وأكد صلاح أن الصحف المصرية، سواء كانت ورقية أو رقمية، تواجه صعوبة كبيرة في البقاء بسبب استحواذ منصات التكنولوجيا العملاقة على الجزء الأكبر من الإعلانات الرقمية. وأضاف في تصريحات عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، أن هذا التحدي ليس مقتصرًا على مصر فقط، بل يشمل العديد من دول العالم مثل أستراليا، بريطانيا وكندا.
وأوضح أن منصات مثل "جوجل" و"فيسبوك" تسيطران على حصص ضخمة من ميزانيات الإعلانات الرقمية، في حين تترك الصحف المحلية تواجه الأزمة بمفردها، وذلك في ظل غياب آليات واضحة لتوزيع عادل للإيرادات. وأشار إلى أن دولًا مثل أستراليا وإندونيسيا قد بدأت في فرض قوانين تجبر "فيسبوك" و"جوجل" على دفع مقابل مادي لاستخدام المحتوى الصحفي، وهو ما وصفه خطوة ضرورية لحماية حقوق المؤسسات الإعلامية.
الوضع في مصر أكثر تعقيدًا
صلاح شدد على أن الوضع في مصر أكثر تعقيدًا، حيث تعاني الصحف المحلية من أزمة تمويل هيكلية، مشيرًا إلى أن المنصات العالمية تفضل المحتوى السطحي القابل للانتشار على حساب المحتوى المهني والجدّي. وقال: "ما يحدث هو أن الصحف المصرية تجد نفسها في مواجهة مع خوارزميات منصات التكنولوجيا التي تروج للمحتوى الأقل جودة، مما يهدد مصداقية الإعلام ويضعف ثقة الجمهور."
وفي ختام حديثه، اقترح صلاح عدة حلول عملية لتحسين الوضع، أبرزها تشكيل تحالف وطني بين الصحف المصرية لتقديم ملف تفاوضي موحد مع "جوجل" و"فيسبوك"، بالإضافة إلى الضغط عبر المجلس الأعلى للإعلام لإقرار قوانين جديدة تضمن حقوق الصحافة. كما دعا إلى إنشاء شبكة إعلانات مصرية ذكية تتيح للصحف التنافس مع منصات الإعلان العالمية، والاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين استهداف الإعلانات وتحقيق عوائد حقيقية للمؤسسات الصحفية.
وأضاف صلاح: "لا يمكن للصحافة المصرية أن تستمر في الاستسلام لهيمنة المنصات الأجنبية. يجب على الصحافة أن ترتب قواعد اللعبة بما يضمن لها الاستمرار وحقوقها."
