عاجل

خبير يوضح مستقبل الغاز في مصر وتأثير علاقاتها الإقليمية بدول المتوسط (خاص)

ارشيفية
ارشيفية

في إطار مساعي مصر لتطوير قطاع الطاقة، أشار المهندس أحمد العايدي، خبير الغاز والبترول، إلى أهمية الدور الذي تلعبه مصر في سوق الغاز الطبيعي بالمنطقة، وخاصة بعد الاكتشافات الكبرى مثل حقل ظهر. 

وأضاف العايدي في تصريحاته خاصة لموقع «نيوز رووم»، أن مصر تمتلك إمكانيات كبيرة تساهم في تحقيق الاستفادة القصوى من الثروات الطبيعية في البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا إلى أن المنطقة تحتوي على إمكانيات هائلة يجب استغلالها بشكل متكامل مع دول الجوار.

حقل ظهر ومشاريع الغاز المصرية

وأشار العايدي، إلى أن حقل ظهر يُعد من أبرز النجاحات التي حققتها مصر في قطاع الغاز، لكن في الوقت ذاته شدد على ضرورة استغلال الخبرات المصرية في هذا المجال لخفض التكلفة المرتفعة المرتبطة بالتنمية. وقال العايدي: "نحتاج إلى زيادة التعاون مع الشركات المصرية المحلية، حيث أن التكلفة المرتفعة المرتبطة بالشركات الأجنبية تستنزف العوائد التي يمكن أن تحصل عليها مصر من الحقول الجديدة."

وأضاف أن هناك إمكانيات هائلة لاستكشاف الغاز في مناطق أخرى بمصر، خاصة في دلتا النيل، حيث تتواجد كميات كبيرة من الغاز، ولكنها تحتاج إلى استثمارات كبيرة من الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية لاستغلالها بشكل فعال.

التعاون الإقليمي كقوة محورية في منطقة المتوسط

كما تحدث العايدي عن أهمية التعاون الإقليمي في منطقة البحر الأبيض المتوسط لتحقيق الاستفادة القصوى من احتياطيات الغاز في المنطقة. وأكد أن التعاون مع اليونان وقبرص في منتدى غاز شرق المتوسط أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التحديات التقنية والتجارية. وأوضح: "مستقبل الغاز في البحر الأبيض المتوسط مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتعاون بين هذه الدول، خاصة فيما يتعلق بالاستكشاف والإنتاج والنقل. ويجب أن نعمل معًا لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة."

تعزيز التعاون في قطاع الطاقة

وفي سياق العلاقات المصرية اليونانية، كانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان بمثابة نقطة تحول هامة في تعزيز التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، أبرزها الطاقة. فقد شهدت الزيارة التوقيع على عدة اتفاقيات تعاون في مجال الطاقة والغاز الطبيعي، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تعزيز الروابط الاقتصادية بين مصر واليونان.

وأشار العايدي إلى أن هذه الزيارة تعكس التزام مصر بتوسيع شراكاتها مع الدول الأوروبية في مجال الطاقة، خصوصًا مع اليونان التي تعتبر نقطة وصل استراتيجية بين مصر وأوروبا. وأضاف: “اليونان تلعب دورًا كبيرًا في ربط مصر بالأسواق الأوروبية، خاصة في ظل وجود مشاريع ضخمة مثل الربط الكهربائي بين البلدين والتعاون في مجال تصدير الغاز إلى أوروبا".

وأوضح العايدي أن هذا التعاون الإقليمي يسهم في تعزيز قدرة مصر على تصدير الغاز إلى أسواق جديدة، مما يسهم في رفع مستوى الأمن الطاقي في أوروبا وفي المنطقة بشكل عام.

التحديات والفرص المستقبلية في قطاع الغاز

أضاف العايدي أنه على الرغم من النجاحات التي تحققها مصر في هذا المجال، فإن هناك العديد من التحديات التي يجب مواجهتها. من أبرز هذه التحديات هي تكلفة الاستكشاف والإنتاج في مناطق المياه العميقة (Deepwater)، والتي تتطلب استثمارات ضخمة من الشركات العالمية التي تتولى المسؤولية الرئيسية في هذا القطاع.

وأشار العايدي إلى أن الشركات المصرية بحاجة إلى تعزيز قدراتها الفنية لتكون قادرة على المنافسة في هذا المجال، معتبرًا أن العمل على تطوير كوادر محلية في هذا القطاع يعد خطوة أساسية نحو تقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية في المستقبل.

مستقبل الغاز المصري في السوق العالمي

وفيما يتعلق بمستقبل الغاز المصري في السوق العالمي، أشار العايدي إلى أن مصر يمكن أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في تصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية والعالمية. وقال: "نحن نمتلك البنية التحتية اللازمة لتصدير الغاز الطبيعي، لكن علينا تحسين القدرة التنافسية من خلال تقليل التكاليف وزيادة الإنتاج المحلي."

وأضاف أن المستقبل القريب يتطلب مواصلة تعزيز التعاون مع الدول الخليجية والإمارات على وجه الخصوص، حيث أن شركات الغاز الإماراتية تشارك في العديد من المشاريع في المنطقة، ويعتبر ذلك فرصة مهمة لمصر لتعزيز قدرتها على تصدير الغاز.

مؤكدا أن المنطقة بحاجة إلى المزيد من الاستقرار السياسي والاقتصادي، وأن مصر تلعب دورًا محوريًا في تحقيق هذا الاستقرار من خلال مشاركتها الفاعلة في منتدى غاز شرق المتوسط. وقال: "إن منطقة البحر الأبيض المتوسط هي منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ولكن الاستفادة الكاملة منها تتطلب التعاون بين جميع الأطراف المعنية، على مصر أن تواصل دورها كحلقة وصل بين دول المنطقة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الموارد".

تم نسخ الرابط