عاجل

مرض حساسية الأنف.. أسبابه وتشخيصه وأعراضه وعلاجه

حساسية الأنف
حساسية الأنف

حساسية الأنف، والمعروفة أيضًا بالتهاب الأنف التحسسي، هي حالة طبية شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم، حيث تحدث هذه الحساسية عندما يستجيب جهاز المناعة بشكل غير طبيعي تجاه مواد معينة موجودة في البيئة، مثل حبوب اللقاح، الغبار، العفن، أو وبر الحيوانات، وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعًا لهذه الحالة في العطس المستمر، سيلان الأنف، انسداد الأنف، وحكة في الأنف والعينين.

ولحسن الحظ، تتوفر العديد من العلاجات التي يمكن أن تساعد في التخفيف من أعراض حساسية الأنف والحد من تأثيرها على حياة المصاب، ويشمل العلاج مجموعة متنوعة من الأدوية، العلاجات المنزلية، وتغيير نمط الحياة. 

"نيوز رووم" تناقش في هذا التقرير، مرض حساسية الأنف، أسبابه، أعراضه، وطرق علاجه المختلفة.

 

أسباب حساسية الأنف

حساسية الأنف، تحدث نتيجة تفاعل جهاز المناعة مع مواد معينة يعتقد أنه يجب محاربتها رغم أنها غير ضارة، وتتنوع الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور الأعراض، وتشمل:

حبوب اللقاح: تعد حبوب اللقاح من أكثر مسببات الحساسية انتشارًا، خاصة في فصل الربيع والخريف، وتنتشر حبوب اللقاح من الأشجار، الأعشاب، والزهور، وقد تسبب تفاعلًا تحسسيًا في الأنف.

العفن: يمكن أن ينتشر العفن في الأماكن الرطبة مثل الحمامات والطوابق السفلى، حيث يعتبر العفن من المحفزات القوية للحساسية.

الغبار: الغبار يحتوي على العديد من المكونات الدقيقة التي يمكن أن تسبب حساسية، مثل العث الذي يعيش في الأثاث والفرش.

وبر الحيوانات: يحتوي شعر الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب على بروتينات تؤدي إلى رد فعل تحسسي عند الأشخاص الذين لديهم حساسية من هذه البروتينات.

التلوث البيئي: يمكن أن يكون الهواء الملوث بسبب السيارات والمصانع من العوامل المساعدة في ظهور أعراض الحساسية.

 

أعراض حساسية الأنف

تختلف شدة أعراض حساسية الأنف من شخص لآخر، ويمكن أن تتراوح بين خفيفة ومتوسطة إلى شديدة، وتشمل الأعراض:

  • العطس المستمر.
  • انسداد أو سيلان الأنف.
  • حكة في الأنف، العينين، والحلق.
  • إفرازات مخاطية شفافة من الأنف
  • شعور بالاحتقان في الأنف والفم.
  • شعور بالإرهاق العام.
  • سعال جاف في بعض الحالات.
  • تدمع العينين أو احمرارهما.

 

تشخيص حساسية الأنف

يتم تشخيص حساسية الأنف، عادة من خلال فحص طبي شامل، ويشمل التشخيص عادة:

المقابلة الطبية: حيث يسأل الطبيب المريض عن الأعراض التي يشعر بها وأوقات ظهورها، وكذلك العوامل البيئية التي قد تكون مرتبطة بالحساسية.

اختبارات الجلد: يمكن للطبيب إجراء اختبار جلد للتأكد من المسببات المحتملة لحساسية الأنف، حيث يتم وضع مواد مختلفة على الجلد لمعرفة رد فعل الجسم تجاهها.

اختبارات الدم: يتم سحب عينة من الدم لفحص مستوى الأجسام المضادة "IgE" في الدم، وهو مؤشر على وجود حساسية.

 

علاج حساسية الأنف

يتنوع علاج حساسية الأنف بين العلاجات الدوائية والطبيعية، وتتضمن الخيارات المتاحة:

الأدوية

 وتتعدد الأدوية المستخدمة لعلاج حساسية الأنف، وتعمل على تقليل الأعراض ومنع تفاقم الحالة:

مضادات الهيستامين: تعتبر من أكثر الأدوية المستخدمة لعلاج حساسية الأنف، وتعمل هذه الأدوية على منع تأثير الهيستامين "المادة التي يفرزها الجسم أثناء التفاعل التحسسي" الذي يسبب العديد من الأعراض مثل العطس والحكة، وتتوفر مضادات الهيستامين بشكل أقراص، شراب، أو بخاخات للأنف.

بخاخات الأنف الستيرويدية: تعمل هذه البخاخات على تقليل الالتهاب في الأنف وبالتالي تخفيف الأعراض مثل الانسداد الأنفي والعطس.

مزيلات الاحتقان: تستخدم لتخفيف انسداد الأنف عن طريق تقليص الأوعية الدموية في الأنف، مما يساهم في تحسين التنفس، ولكن ينبغي استخدامها بحذر، حيث قد تؤدي إلى الاعتماد عليها إذا استخدمت لفترة طويلة.

مضادات اللوكوترين: تساعد في تقليل الالتهاب الذي يحدث نتيجة التحسس، وهي تستخدم في حالات الحساسية الشديدة.

العلاج المناعي "حقن الحساسية"

يتم هذا العلاج من خلال تعريض الجسم لكميات صغيرة من المادة المسببة للحساسية بشكل تدريجي، حتى يصبح الجسم أقل استجابة لها مع مرور الوقت، وقد يستغرق العلاج عدة أشهر، وقد يكون مفيدًا للأشخاص الذين لا تتحسن حالتهم مع الأدوية التقليدية.

 

العلاجات الطبيعية والمنزلية

بالإضافة إلى الأدوية، يمكن اتباع بعض العلاجات المنزلية والطبيعية التي تساعد في تخفيف الأعراض:

الاستنشاق بالبخار: يساعد استنشاق بخار الماء الساخن في تهدئة الممرات الأنفية وتخفيف الاحتقان.

الملح والماء: يمكن استخدام محلول ملحي لغسل الأنف وتنظيفها من الغبار والمواد المسببة للحساسية.

الزيوت العطرية: بعض الزيوت العطرية مثل زيت النعناع أو زيت الأوكالبتوس يمكن أن تساعد في تخفيف احتقان الأنف وتحسين التنفس.

تجنب المحفزات: من الضروري تجنب المواد التي تسبب الحساسية مثل تجنب وجود الحيوانات الأليفة في المنزل أو إغلاق النوافذ أثناء موسم حبوب اللقاح.

 

التعديلات في نمط الحياة

التقليل من التلوث البيئي: استخدام أجهزة تنظيف الهواء داخل المنزل يمكن أن يساعد في تقليل الملوثات والعوامل المسببة للحساسية.

تجنب حبوب اللقاح: في فترة الربيع والخريف، من الأفضل تجنب الخروج في ساعات الذروة التي تنتشر فيها حبوب اللقاح، وكذلك تجنب الأنشطة الخارجية في الأيام ذات الرياح الشديدة.

تنظيف المنزل بانتظام: من المهم تنظيف المنزل بانتظام باستخدام معدات تحتوي على فلاتر HEPA لالتقاط الغبار والعث.

 

الوقاية من حساسية الأنف

يمكن اتخاذ بعض الخطوات للوقاية من حساسية الأنف أو التقليل من حدوث أعراضها:

  1. الاحتفاظ بالنوافذ مغلقة خلال موسم حبوب اللقاح.
  2. استخدام مرشحات الهواء لتنقية الهواء في المنزل.
  3. غسل اليدين والوجه بعد التواجد في الهواء الطلق.
  4. ارتداء النظارات أو الكمامات أثناء موسم حبوب اللقاح.
  5. تجنب التواجد في الأماكن الرطبة التي قد تحتوي على العفن.

حساسية الأنف هي حالة شائعة لكنها قابلة للعلاج والتخفيف من أعراضها، ومن خلال اتباع العلاج المناسب سواء كان دوائيًا أو طبيعيًا، يمكن للمصابين السيطرة على أعراضهم وتحسين نوعية حياتهم، ومع ذلك، من المهم أن يتبع الشخص المصاب بالحساسية إرشادات الوقاية وتجنب المسببات المهيجة للحالة.

تم نسخ الرابط