عاجل

جمال القليوبي..الربط الكهربائي والهيدروجين الأخضر مشروعات مشتركة تعزز دور مصر

د.جمال القليوبي
د.جمال القليوبي

أكد الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان تأتي في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة في قطاع الطاقة. وأوضح أن العلاقات بين مصر واليونان ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: التنسيق الاستراتيجي في السياسات الإقليمية، تعزيز التبادل التجاري وجذب الاستثمارات في مشروعات الطاقة التقليدية والمتجددة، وأيضًا التعاون في مجال الأمن البحري لمواجهة أي محاولات للتدخل أو فرض أمر واقع.

 ترسيم الحدود البحرية

وأضاف الدكتور القليوبي أن مصر واليونان قد لعبتا دورًا محوريًا في ترسيم الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط، وهو ما بدأ منذ عام 2020، في إطار تصاعد التوترات بسبب الاتفاق التركي الليبي. وقال إن هذا التعاون بين البلدين أسفر عن توقيع اتفاق ترسيم الحدود في 2023، مما أتاح الفرصة للتنقيب والاستثمار في الموارد البحرية.

من أبرز المشاريع المشتركة بين البلدين، يشير الدكتور القليوبي إلى مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، الذي يهدف إلى نقل نحو 3000 ميجاوات من الكهرباء النظيفة المنتجة في مصر إلى اليونان، ومن ثم إلى أوروبا. وأضاف أن مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر يعد من أبرز المشروعات المستدامة التي سيتم تصديرها عبر الشبكة نفسها.

الاستثمار في مشروعات البترول والغاز

وتحدث الدكتور القليوبي أيضًا عن دور اليونان في الاستثمار في مشروعات البترول والغاز داخل مصر، من خلال شركات مثل "هليكس". كما أوضح أن البنية التحتية المصرية مؤهلة لاستقبال الغاز اليوناني في المستقبل، سواء لإسالته أو إعادة تصديره، ما يسهم في تعزيز الأمن الطاقي للمنطقة.

وفي سياق متصل، شدد الدكتور القليوبي على أهمية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص. وأوضح أن هذا التعاون، الذي بدأ في 2014 من خلال قمة ثلاثية، قد أثمر عن تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، الذي يشمل أيضًا إسرائيل والأردن وفلسطين. وقد أسهم هذا التعاون في تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للطاقة، خاصة في مواجهة التعديات التركية على المياه الاقتصادية الخالصة لهذه الدول.

وأشار الدكتور القليوبي إلى أن التكاتف بين مصر واليونان وقبرص قد ساهم في مواجهة محاولات تركيا للتعدي على المياه الاقتصادية للدول الثلاث، حيث كان ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان خطوة حاسمة نحو تعزيز استقرار المنطقة من الناحية السياسية والاقتصادية. وأضاف أن هذا التعاون أسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك شركات كبرى مثل شيفرون وإكسون موبيل، التي بدأت في التنقيب عن الغاز في شمال غرب المتوسط.

وأوضح القليوبي أن اكتشافات الغاز في هذه المنطقة تعزز من قدرة مصر على تأمين احتياجاتها من الطاقة، كما تفتح المجال أمام تصدير الغاز إلى الأسواق العالمية، مما يساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في المنطقة.

وفي الختام، شدد الدكتور القليوبي على أن التحالف المصري اليوناني القبرصي هو نموذج مثالي للعمل المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية، مع توفير بيئة ملائمة للنمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات. وأضاف أن هذا التعاون الاستراتيجي يمثل خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز أمن الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

تم نسخ الرابط