بابا الفاتيكان
«Habemus Papam».. اللحظة الحاسمة لإعلان بابا الفاتيكان الجديد

ينتظر العالم الكاثوليكي نداء « Habemus Papam» أي - لدينا بابا – وهي لحظة حاسمة لإعلان بابا الفاتيكان الجديد، بعد وفاة البابا فرنسيس في عيد الفصح اليهودي الشهر الماضي.
في أعقاب هذا النداء، سيخرج الزعيم الروحي الجديد للكنيسة الكاثوليكية على الحشود للمرة الأولى.
بابا الفاتيكان الجديد
عندما تُغلق أبواب كنيسة سيستين اليوم الأربعاء، ستُحجب نوافذها وتُصادر هواتف الكرادلة، ويُمنع أي اتصال بالعالم الخارجي، إيذانًا ببدء عملية الاقتراع السرية.

وسيتطلب انتخاب البابا الجديد حصول المرشح على 89 صوتًا من أصل 133 – أي أغلبية الثلثين. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، تُعقد أربع جولات اقتراع يوميًا حتى يتم اختيار البابا.
ولا توجد مدة محددة لهذه العملية، غير أن التجربة تشير إلى أنها لا تستمر عادة أكثر من خمسة أيام، خاصة في ظل أعمار الكرادلة المتقدمة.
اللون الأبيض من مدخنة الكنيسة
كل الأنظار ستتجه إلى مدخنة كنيسة سيستين، حيث سيراقب الآلاف في ساحة القديس بطرس الدخان المتصاعد. فإذا كان الدخان أسود، فذلك يعني فشل الاقتراع، أما إذا كان أبيض، فإن العالم سيعلم بأن البابا الجديد قد تم انتخابه.
وعندها، سيخرج أحد الكرادلة إلى الشرفة ليعلن للجمهور العبارة اللاتينية الشهيرة « Habemus Papam».

من هو البابا المرتقب؟
في نشرتها الإعلامية الصادرة قدم الفاتيكان تصورًا عامًا عن الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها البابا القادم، وهي: "شخصية حاضرة، قريبة، قادرة على بناء الجسور، ومرشدة للبشرية المضطربة التي تعاني من أزمات في النظام العالمي؛ راعٍ يعيش واقع الناس ويشعر بمعاناتهم".
ومن بين أبرز الأسماء المتداولة، يبرز الكاردينال بييترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان، الذي يُعد من المرشحين الأقوياء. ويتمتع بارولين، البالغ من العمر 70 عامًا، بسمعة دبلوماسية قوية، ويُنظر إليه كمرشح توافقي قادر على استقطاب الأصوات من المعسكرين المحافظ والليبرالي.
ومع ذلك، تعرض بارولين مؤخرًا لهجوم عبر منصات كاثوليكية يمينية في الولايات المتحدة، زعمت أنه مريض وبحاجة إلى علاج، وهو ما سارع الفاتيكان إلى نفيه.
مرشح آخر يحظى باهتمام واسع هو الكاردينال لويس أنطونيو تاجلي، من الفلبين، وهي الدولة التي تضم أكبر عدد من الكاثوليك في آسيا. ويُلقب تاجلي بـ"فرانسيس الآسيوي" بسبب أسلوبه الرعوي المشابه لنهج البابا الراحل.
وقد واجه هو الآخر انتقادات من الأوساط المحافظة، لا سيما بعد تداول مقطع فيديو قديم يظهره وهو يغني أغنية "تخيل" للفنان جون لينون، والتي تتضمن كلمات تشكك في وجود الجنة والدين.

ومن بين الأسماء الإيطالية المطروحة أيضًا الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، البطريرك اللاتيني في القدس، والذي يبلغ من العمر 60 عامًا. وتُعتبر خبرته في قضايا الشرق الأوسط مصدر قوة، إلا أن صغر سنه نسبيًا قد يُضعف من فرصه في تولي المنصب.
أما التيار المحافظ، فقد يتجه لدعم الكاردينال بيتر إردو، رئيس أساقفة بودابست، البالغ من العمر 72 عامًا. يُعرف إردو بمواقفه الرافضة لتناول المطلقين للقربان المقدس، إضافة إلى تشدده في ملف الهجرة.
ومع ذلك، يُذكر المراقبون بأن التكهنات لا تُجدي كثيرًا، فكما يقول المثل الشعبي في روما: "من يدخل المجمع بابا، يخرج كاردينالًا"، في إشارة إلى المفاجآت التي كثيرًا ما تسفر عنها هذه الانتخابات المغلقة.