عاجل

هل تتسبب العملات الرقمية في انهيار النظام المالي التقليدي؟

العملات الرقمية
العملات الرقمية

شهدت العملات الرقمية في السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا، حيث تجاوزت قيمتها السوقية تريليونات الدولارات، وأصبحت جزءًا من المشهد المالي العالمي، هذا الصعود السريع يثير مخاوف جدية حول المخاطر المحتملة لهذه الأصول غير المنظمة على استقرار النظام المالي التقليدي، فهل يؤدي إلى انهياره؟.

في مقال لها بصحيفة «فاينانشال تايمز»، قالت الكاتبة رنا فوروهار، إن العملات الرقمية في طريقها إلى التغلغل بشكل أعمق في النظام المالي التقليدي، خاصة بعد أن أضعف إيلون ماسك دور مكتب حماية المستهلك المالي (CFPB)، وهو الجهة الرقابية التي كانت تحقق في عدة شركات متخصصة في العملات الرقمية وتطبيقات الدفع الإلكتروني.

 

العملات الرقمية
العملات الرقمية

 

قلق بسبب زيادة الأصول الرقمية

وتقول «فوروهار»، إن العديد من الخبراء، بما في ذلك أستاذ القانون بجامعة كولومبيا جيفري جوردون، يشعرون بالقلق من تزايد الأصول التي يتم تحديد قيمتها بالعملات الرقمية.

ويرى «جوردون»، أن زيادة تداول الأصول والالتزامات المالية بالعملات الرقمية من الممكن أن يؤثر بالسلب على الاقتصاد التقليدي، ففي حال حدوث أزمة سيولة في العملات الرقمية، لا يوجد مُقرض أخير للتدخل وإنقاذ السوق.

بمعنى آخر، يمكن أن تختفي ثروات بالكامل، ما قد يؤدي إلى أزمة مالية حقيقية مع نقص في التمويل وضغوط على الضمانات المالية، وهذا يشكل خطرًا خاصًا على المستثمرين الصغار، الذين غالبًا ما يكونون من الشباب وأصحاب الدخل المحدود.

 

العملات الرقمية
العملات الرقمية

 

العملات الرقمية وهم أم ملاذ آمن؟

 

يرى بعض المستثمرين أن العملات الرقمية تمثل "ذهبًا رقميًا" يمكن استخدامه كتحوط ضد انهيار الدولار، خاصة مع تفاقم الديون والعجز المالي في الولايات المتحدة، إلى جانب سياسات دونالد ترامب الاقتصادية غير المتوقعة، وتستند هذه الفكرة إلى الاعتقاد بأن هناك كمية محدودة من العملات الرقمية، ما يجعلها خيارًا جذابًا لمستقبل مالي غير مستقر.

لكن أصحاب المصالح الكبرى، مثل إيلون ماسك، مارك زوكربيرج، جاك دورسي وغيرهم من قادة وادي السيليكون، لديهم منظور مختلف، فهم يرون أن العملات الرقمية تتناسب مع الانفتاح العالمي، حيث يمكنها العمل خارج نطاق الرقابة الحكومية التقليدية.

ففي حين تستطيع شركات التكنولوجيا الكبرى فرض هيمنتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، قد تتمكن العملات الرقمية من العمل خارج سيطرة أي حكومة، مما يتماشى مع رؤية "ما بعد الحكومات" التي يسعى لها عمالقة التكنولوجيا.

وترى الكاتبة رنا فوروهار، أن مع كل ذلك، لن يصبح الوضع خطيرًا حقًا إلا إذا أصبحت العملات الرقمية مرتبطة بالنظام المصرفي التقليدي، وهو ما قد يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي.

 

تم نسخ الرابط