محافظة البحيرة تُخلّد ذكرى الشيخ عبد الحميد الأطرش بإطلاق اسمه على معهد

في لفتة تقديرية تعكس الوفاء لأهل العلم والدين، وافق المجلس التنفيذي لمحافظة البحيرة، برئاسة الدكتورة جاكلين عازر– محافظ البحيرة، على إطلاق اسم فضيلة الشيخ الراحل عبد الحميد الأطرش على معهد بني هلال الابتدائي الأزهري، التابع لمركز دمنهور، تخليدًا لذكراه العطرة وتكريمًا لسيرته الزاخرة بالعطاء في خدمة الدين والوطن.
ويأتي هذا القرار في إطار سعي المحافظة الدائم لتكريم الرموز الدينية والوطنية التي أثرت المجتمع بعلمها وعملها، وكان لها بالغ الأثر في ترسيخ مبادئ الاعتدال والوسطية ونشر القيم الإسلامية السمحة، إذ تؤمن محافظة البحيرة بأن تكريم العلماء ورجال الدين الأجلاء هو واجب وطني ورسالة تقدير لما قدموه من جهود مخلصة في سبيل النهوض بالمجتمع.
ويُعد الشيخ عبد الحميد الأطرش أحد أعلام الأزهر الشريف الذين خلدوا أسماءهم في سجل العلماء العاملين، إذ وُلد في قرية بني هلال التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، ونشأ في بيئة علمية ودينية أصيلة، ساهمت في تكوين شخصيته الفقهية والدعوية. وقد تميز منذ صغره بنبوغه في العلوم الشرعية، مما أهّله لاستكمال دراسته بالأزهر الشريف، حيث تدرج في المراتب العلمية حتى أصبح من أبرز رموز الفتوى في مصر والعالم العربي.
وخلال مسيرته الطويلة في العمل الدعوي والإفتائي، تقلّد فضيلة الشيخ العديد من المناصب المهمة، كان أبرزها منصب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وهو المنصب الذي شغله بكل كفاءة واقتدار، فكان مرجعًا مهمًا في القضايا الدينية والاجتماعية، وملاذًا للناس في استفساراتهم الشرعية، بما عُرف عنه من حكمة ورصانة وعلم غزير. كما تولّى منصب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وأسهم من خلاله في تعزيز الدور التنويري للأزهر على المستويين المحلي والدولي.
ولم تقتصر إسهامات الشيخ عبد الحميد الأطرش على الجانب العلمي فقط، بل امتدت لتشمل العمل العام وخدمة المجتمع، حيث كان حريصًا على المشاركة في مختلف الفعاليات التوعوية والدينية، وكان له حضور مؤثر في وسائل الإعلام، من خلال برامجه الدينية وحواراته التي عكست وسطية الأزهر وفهمه العميق لأحوال الناس واحتياجاتهم.
وقد تُوجت مسيرته المتميزة بالحصول على جائزة الدولة التقديرية، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في تجديد الخطاب الديني ونشر الفهم الصحيح للإسلام، ومواجهة الفكر المتطرف، وهي الجائزة التي تُمنح لكبار العلماء والمفكرين الذين خدموا الوطن بفكرهم وإبداعهم.
ويُعد إطلاق اسمه على معهد بني هلال الابتدائي الأزهري، القريب من مسقط رأسه، رسالة وفاء وتقدير من أبناء محافظة البحيرة لهذا العالم الجليل، وتجسيدًا لما تركه من إرث علمي ودعوي سيظل باقياً في ذاكرة الأجيال.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، أن المحافظة حريصة على تخليد أسماء رموزها الذين رفعوا راية العلم والدين، مشيرة إلى أن هذا التكريم يهدف إلى تعريف النشء والشباب بسير أعلام الوطن، وغرس قيم الاحترام والتقدير للعلماء في وجدانهم.
وأضافت أن المحافظة ستواصل هذا النهج في تكريم أبنائها المخلصين، من مختلف المجالات، ممن أسهموا في نهضة الوطن وبناء المجتمع، مؤكدة أن التكريم الحقيقي هو أن نُبقي ذكرى هؤلاء الرموز حية في وجدان الأمة، وأن نستلهم من سيرهم العطرة دروسًا في الإخلاص والصدق والوفاء