خلف الكواليس.. وساطة سرية تقود لوقف الضربات الأمريكية ضد الحوثيين

كشفت مصادر مطلعة، الثلاثاء، أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، قاد خلال الأيام الماضية محادثات غير معلنة مع مسؤولين إيرانيين، بوساطة سلطنة عمان، تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق غير مباشر مع ميليشيا الحوثي في اليمن يقضي بوقف الهجمات المتبادلة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادرها أن ويتكوف لعب دورًا محوريًا في كسر الجمود بين الجانبين، بدعم وتسهيل من الجانب العماني، الذي ظل على مدار السنوات الأخيرة قناة دبلوماسية تقليدية تربط بين واشنطن والحوثيين.
ويُنظر إلى هذا التفاهم الجديد على أنه تمهيد محتمل لعودة الزخم إلى المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، لا سيما أن هذه التهدئة جاءت بالتزامن مع إعلان مرتقب من ترامب قبيل زيارته المقبلة إلى الشرق الأوسط، في إشارة إلى إمكانية وجود تفاهمات أوسع تشمل أكثر من ملف إقليمي.
رسائل الردع العلنية
ويُعتقد أن منشورًا نشره وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث عبر منصة "إكس"، والذي هدّد فيه إيران بدفع الثمن في الوقت والمكان المناسبين إذا واصلت دعمها "القاتل" للحوثيين، كان دافعًا مباشرًا لإعادة فتح قنوات التفاوض غير المباشر مع طهران وصنعاء.
هذا المنشور، بحسب مراقبين، حمل رسالة مزدوجة: ضغط علني ورسالة تفاوضية، إذ جاءت التحركات الدبلوماسية بعد أيام فقط من تصاعد العمليات الأمريكية في اليمن.
حصيلة العملية العسكرية الأمريكية
منذ منتصف مارس، تنفذ الولايات المتحدة عملية عسكرية مكثفة ضد ميليشيا الحوثي، استهدفت أكثر من 800 موقع عسكري، بما في ذلك منشآت قيادة وسيطرة، ومخازن أسلحة، ومنشآت لتصنيع الطائرات المسيرة. وأسفرت العمليات عن مقتل نحو 650 عنصرًا حوثيًا، بينهم عشرات من القيادات الميدانية، بحسب تقارير استخباراتية.
وأسفرت الضربات كذلك عن تراجع حاد في قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات ضد السفن والقوات الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما اعتبرته واشنطن مؤشرًا على نجاح نسبي في تحقيق أهداف العملية.
تهدئة محسوبة قبيل الزيارة
ويرى مراقبون أن إعلان ترامب عن وقف الضربات لا يعكس فقط استجابة مباشرة للمبادرة الحوثية بوقف القتال، بل يندرج في إطار تهدئة تكتيكية محسوبة قبل جولته في الشرق الأوسط، والتي تشمل السعودية وقطر والإمارات.
وتهدف هذه التهدئة، وفق التقديرات، إلى تجنب أي تصعيد إقليمي قد يُعكّر أجواء الزيارة أو يؤثر على فرص تحقيق اختراق في الملفات المعقدة، خصوصًا ملف الأسرى في غزة والاتفاق النووي الإيراني.
كما أن انخفاض وتيرة الهجمات الحوثية مؤخرًا منح واشنطن ذريعة لإنهاء العملية مؤقتًا دون أن يُفهم ذلك على أنه تراجع أمام الضغوط، بل كخيار استراتيجي مدروس. ويُرجح أن "الإعلان الكبير" الذي لوّح به ترامب قد يرتبط باتفاقات أوسع تشمل قنوات غير مباشرة مع طهران وصنعاء وربما ترتيبات إقليمية جديدة.