وقف أمريكي مقابل تهدئة حوثية
ترامب يوقف القصف الأمريكي على الحوثيين وإسرائيل تواصل ضرباتها

أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لشبكة "سي إن إن" أن الجيش الأمريكي تلقى أوامر بوقف الضربات الجوية ضد الحوثيين في اليمن. ويأتي هذا القرار في أعقاب اتصالات دبلوماسية مكثفة خلال الأيام الأخيرة بين الولايات المتحدة وسلطنة عمان وجماعة الحوثي، بحسب مصادر مطلعة.
ووفقًا لتلك المصادر، فإن التفاهم بين واشنطن والحوثيين، والذي ينص على وقف متبادل للهجمات، يهدف إلى تهيئة الأجواء لاستئناف مفاوضات الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، رغم أن توقيت الجولة الرابعة من المحادثات لا يزال غير واضح.
في المقابل، كانت إسرائيل قد كثّفت هذا الأسبوع غاراتها الجوية على مواقع للحوثيين في اليمن، ردًا على إطلاق الجماعة صاروخًا باليستيًا يوم الأحد أصاب مطار بن جوريون، المطار الرئيسي في إسرائيل، في ضربة غير مسبوقة من حيث دقتها وخطورتها.
رسالة حوثية مفاجئة
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الثلاثاء، أن بلاده ستوقف الغارات الجوية على جماعة الحوثي في اليمن، بعد تلقي رسالة من الحوثيين مفادها أنهم "لا يريدون القتال بعد الآن".
وخلال مؤتمر صحفي عقده في المكتب البيضاوي برفقة رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، قال ترامب: "سوف نحترم ذلك، وسنتوقف عن القصف"، في إشارة إلى الحملة العسكرية التي بدأتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين منذ منتصف مارس ردًا على هجماتهم على الملاحة البحرية في البحر الأحمر واستهداف إسرائيل.
وأضاف ترامب: "لقد استسلموا، والأهم من ذلك أنهم تعهدوا بعدم مهاجمة السفن مجددًا، وسنأخذ كلامهم على محمل الجد".
دبلوماسية ما وراء الكواليس
ويهدف هذا التفاهم، وفق مصادر مطلعة، إلى تمهيد الطريق أمام استئناف محادثات الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، رغم عدم وضوح موعد الجولة الرابعة من المفاوضات حتى الآن.
وفي هذا السياق، كلّف ترامب وزير خارجيته ومستشاره للأمن القومي، ماركو روبيو، بإبلاغ الجميع بهذا التطور، واصفًا إياه بأنه "خطوة مهمة"، وقال روبيو: "هذه كانت دائمًا مسألة تتعلق بحرية الملاحة. وإذا توقفت التهديدات، يمكننا أن نتوقف بدورنا".
كما أوضحت المصادر أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لعب دورًا رئيسيًا في التوصل إلى هذا الاتفاق، مدعومًا بجهود الوساطة العمانية.
إسرائيل خارج التفاهم
جاء الإعلان الأمريكي في وقتٍ تواصل فيه إسرائيل تصعيدها العسكري ضد الحوثيين، وذلك عقب إطلاق الجماعة صاروخًا باليستيًا يوم الأحد أصاب محيط مطار بن جوريون قرب تل أبيب، وهو أول صاروخ يصل إلى هذا المستوى من الأهداف الحيوية في الداخل الإسرائيلي.
وردًا على الهجوم، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، سلسلة ضربات على ميناء الحديدة ومصنع أسمنت مجاور، ثم اتسعت الحملة يوم الثلاثاء لتشمل قصفًا مكثفًا على مطار صنعاء الدولي وعدة محطات كهرباء، وقال الجيش الإسرائيلي إنه "عطّل بشكل كامل" عمل المطار اليمني.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "الرد لن يكون لمرة واحدة"، في إشارة إلى أن الحملة الإسرائيلية ضد الحوثيين ستستمر، فيما توعد القيادي الحوثي محمد البخيتي إسرائيل بالرد قائلًا: "سنقابل التصعيد بتصعيد"، بحسب ما نقلت عنه قناة "العربية".