عاجل

فتور دبلوماسي

ترامب يستقبل رئيس وزراء كندا الجديد بلا اهتمام: «زيارة عادية» لا أكثر

دونالد ترامب ومارك
دونالد ترامب ومارك كارني

في مشهد يعكس الفتور في العلاقات بين أمريكا وكندا، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استقبال رئيس الوزراء الكندي الجديد، مارك كارني، بدون أي مراسم احتفالية تُذكر. وقال مسؤول في البيت الأبيض: «مجرد زعيم عالمي آخر يزور واشنطن... لا أكثر».

ورغم أن كندا تعد من أقرب حلفاء أمريكا وأكبر شركائها التجاريين، إلا أن البيت الأبيض تعمد الإشارة إلى أن هذه الزيارة «روتينية»، مشابهة لتلك التي خُصصت لرؤساء السلفادور وإيطاليا والنرويج مؤخرًا.

شرخ في العلاقات

العلاقات الأمريكية الكندية تعاني من تصدع واضح منذ أن فرض ترامب رسومًا جمركية ثقيلة على واردات السيارات والمعادن الكندية، وتهكمه على كندا باعتبارها «الولاية الـ51». هذا التوتر ساهم في صعود كارني وحزبه في الانتخابات، لكنه عمّق الهوة بين البلدين.

كارني، من جانبه، لا يبدو منزعجًا من الاستقبال البارد، إذ قال في مؤتمر صحفي بعد فوزه: «لا تتوقعوا دخانًا أبيض من هذا اللقاء». لكنه أكد أن هدفه هو إطلاق «إعادة ضبط» للعلاقة الثنائية، والانتقال من شراكة قديمة إلى اتفاق اقتصادي وأمني جديد بين دولتين مستقلتين.

أجندة موسعة

كارني يسعى لتوسيع نطاق الحوار ليشمل قضايا الأمن وتبادل المعلومات والسياحة والتعليم، وليس فقط الرسوم الجمركية. كما يعتزم تقليل اعتماد بلاده الاقتصادي على أمريكا — التي تستحوذ على 75% من تجارة كندا — عبر تنويع الشراكات التجارية باتجاه أوروبا.

وقال مقرب من كارني إن هذا اللقاء «قد يكون الأسهل» في العلاقة القادمة بين الرجلين، مؤكدًا أن كارني يملك دعمًا دوليًا ويستفيد من كونه ليس جاستن ترودو، الذي توترت علاقته بترامب سابقًا.

ترامب غير مهتم... لكن منفتح

الرئيس ترامب قال قبل اللقاء: «لا أعرف لماذا يريد مقابلتي، لكنه على الأرجح يرغب في إبرام صفقة». وأفاد مستشارون بأنه لا يحمل تصورًا مسبقًا عن كارني، بل وصفه فقط بأنه «رجل لطيف».

ومع ذلك، فإن بعض الاستراتيجيين الجمهوريين يرون أن كارني يمكنه استغلال الوعي الأمريكي بآثار الرسوم على الاقتصاد العالمي، من خلال اقتراح شراكات في مجالات مثل أمن الحدود والتنقيب عن المعادن الاستراتيجية.

تهديدات وطنيّة

كارني، الذي بنى حملته على مواجهة «تهديدات ترامب»، حذر في خطاب النصر من أن أمريكا «تريد أرضنا ومواردنا ومياهنا»، وأضاف: «لكن هذا لن يحدث أبدًا».

رغم ذلك، فإن الدبلوماسية لا تزال ممكنة. السفير الأمريكي الجديد لدى كندا، بيت هوكسترا، يتحدث عن تعاون مثمر في ملفات التجارة والأمن ومكافحة الفنتانيل، مشيدًا بـ«الأمة العظيمة كندا».

نجاح اللقاء... بلا انفجار

قال مسؤولون إن الحد الأدنى من التوقعات لهذا اللقاء هو أن يكون «مهذبًا»، بينما الحد الأعلى هو الاتفاق على بدء مفاوضات جديدة. المهم، ألا ينتهي مثل لقاء ترامب المتوتر مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي.

تم نسخ الرابط