سد النهضة على أعتاب الفيضان
أمطار النيل الأزرق تكشف التحديات.. سد النهضة يثير القلق من جديد

مع اقتراب موسم الفيضان في الهضبة الإثيوبية وبدء تساقط الأمطار الخفيفة على حوض النيل الأزرق، يبرز من جديد ملف سد النهضة، مما يثير القلق في مصر والسودان بشأن الأمن المائي لهما. وتترقب الدولتان تطورات الوضع في ظل تزايد الإيرادات اليومية للمياه القادمة من السد، حيث وصل إلى أكثر من 20 مليون متر مكعب بعد أن كان 12 مليون متر مكعب في الشهر الماضي.
تأخير إثيوبيا في فتح بوابات المفيض
القلق الرئيسي الآن يتركز حول تأخير إثيوبيا في فتح بوابات المفيض، حيث تفضل الاعتماد على تصريف المياه عبر التوربينات التي لم تعمل بكفاءة كافية خلال الأشهر الماضية. وفي هذا السياق، أكد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، لـ "نيوز رووم" أن عدم تشغيل التوربينات بشكل كامل يعوق تفريغ المياه بالشكل الأمثل، ما قد يسبب تراكم المياه في بحيرة السد ويهدد الأمن المائي للدول المجاورة.
وأكد أن إثيوبيا تحاول جاهدة تركيب وتشغيل التوربينات والاستفادة من مياه البحيرة وتصريف أكبر كمية ممكنة من أنفاق التوربينات عوضا عن فتح بوابات المفيض دون أدنى استفادة، إلا أن الواقع هو انخفاض ضعيف حوالي 1 م من منسوب 638 م، بمقدار 2 مليار م3 ليصبح إجمالي التخزين حوالي 58 ملياراً م 3 عند منسوب 637 م.
عدم تشغيل التوربينات
مضيفا أن الانخفاض الضعيف نتيجة عدم تشغيل التوربينات بكفاءة خلال الأشهر الماضية، وأنه ما زالت هناك فرصة تفريغ تدريجي للمياه قبل أن تزداد الأمطار في يوليو القادم، إذا لم يتم تشغيل التوربينات بكامل طاقتها خلال الأيام القادمة.
وأشار "شراقي" إلى أن بحيرة السد تحتوي حاليًا على نحو 60 مليار متر مكعب من المياه، منذ 5 سبتمبر الماضي، بسبب عدم تشغيل التوربينات بسبب مشاكل فنية. وأكد أن هناك حاجة ملحة لإجراء تفريغ تدريجي للمياه لتجنب خطر ارتفاع منسوب المياه بشكل مفاجئ في المستقبل، خاصة مع التوقعات بزيادة معدلات الأمطار في يوليو القادم.
وقد حمل الجانب المصري مسؤولية الفشل على إثيوبيا، معتبرا أنها لم تأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، وتماديها في النكوص بما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة.
وكان الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات السد بين الدول الثلاث العام الماضي للإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد خلال 4 أشهر، انتهى بالفشل ولم يسفر عن أية نتيجة.
وما زال سد النهضة يثير أزمة كبيرة بين مصر وإثيوبيا بسبب تعنت إثيوبيا في المفاوضات وتجاهل رغبة مصر والسودان في التوصل لحل أو التوقيع على اتفاق قانوني ملزم، فيما يخص الملء والتشغيل ما أدى إلى تجمد المفاوضات.