دراسة: كوبان من القهوة يوميًا يقللان مقاومة الإنسولين بنسبة 36%

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في كوريا الجنوبية، ونُشرت نتائجها على موقع "نيوز مديكال" الطبي، عن وجود ارتباط إيجابي بين تناول  القهوة السوداء وخاصة لدى النساء، وتحسين قدرة الجسم على تنظيم مستويات الغلوكوز في الدم، مع تراجع ملحوظ في مقاومة الإنسولين، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم دور هذا المشروب الشهير في تعزيز الصحة الأيضية.

فوائد القهوة السوداء

وأشارت الـ دراسة، التي ركزت على تحليل العلاقة بين استهلاك القهوة وعمليات استقلاب الغلوكوز لدى البالغين الكوريين، إلى أن تناول كوبين من القهوة السوداء يومياً يرتبط بانخفاض مقاومة الإنسولين بنسبة 36%، وفقاً لقياس مؤشر "هوما-آير" (Homeostatic Model Assessment for Insulin Resistance)، وهو مقياس يُستخدم لتقييم وظيفة الإنسولين في الجسم.

وفي تفاصيل النتائج، لوحظ أن النساء اللاتي تناولن كوبين أو أكثر من القهوة يومياً سجلن تحسناً في مؤشر "هوما-آير" بنسبة 27%، مع انخفاض مستويات الإنسولين الصائم في الدم بنسبة 30%. أما عند زيادة الكمية إلى ثلاثة أكواب أو أكثر، فقد وصلت نسبة التحسن إلى 34% في مقاومة الإنسولين، و36% في مستويات الإنسولين الصائم.

ولفت الباحثون في الـ دراسة إلى أن هذه الفوائد تتعزز عند تناول القهوة دون إضافات مثل السكر أو الكريمة، حيث أظهرت النتائج أن إضافة تلك المكونات تُضعف التأثير الإيجابي للمشروب.

 كما أبرزت الـ دراسة اختلافاً بين الجنسين، إذ كانت النتائج أكثر وضوحاً لدى النساء، وهو ما عزاه الباحثون إلى عوامل بيولوجية مثل ارتفاع مستويات "الغلوبيولين الرابط للهرمونات الجنسية" (Sex Hormone-Binding Globulin) لدى النساء بسبب تأثير هرمون الإستروجين، بالإضافة إلى ميلهن لاتباع أنماط حياة أكثر صحية، كالتدخين بشكـل أقل وتجنب الكحول، مما يعزز تأثير العوامل الغذائية مثل القهوة.

من جهة أخرى، أشارت الـ دراسة إلى أن الآليات الكامنة وراء هذه التأثيرات قد تعود إلى غنى القهوة بمركبات "البوليفينول" المضادة للأكسدة والالتهابات، والتي تحسّن حساسية الخلايا للإنسولين، فضلاً عن دورها في تقليل امتصاص الغلوكوز من الأمعاء، وخفض إطلاقه من الكبد.

ويأتي هذا البحث ليلقي الضوء على نتائج متضاربة سابقة حول الفوائد الصحية للقهوة، حيث أظهرت دراسات سابقة أن كل كوب إضافي منها يرتبط بخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 6%، بغض النظر عن احتوائها على الكافيين.

وفي تعليق على النتائج، أوضح الباحثون أن القهوة قد تساهم في تحسين الصحة الأيضية من خلال تعزيز حساسية الإنسولين، وليس عبر تحفيز إفرازه من خلايا "بيتا" في البنكرياس، مشددين على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لفهم التفاعلات المعقدة بين مكونات القهوة والعمليات الحيوية في الجسم.

يُذكر أن القهوة تُعد أحد أكثر المشروبات استهلاكاً عالمياً، مما يضفي أهمية خاصة على الدراسات التي تستكشف تأثيراتها الصحية المحتملة، لا سيما في ظل الانتشار المتزايد لأمراض التمثيل الغذائي مثل السكري.