حوار.. العميد يعرب صخر : أمريكا تدمر اليمن لليمنيين ولا يتأثر الحوثيين بأي شئ

نفذت إسرائيل بمشاركة 30 مقاتلة إسرائيلية، فجر الإثنين، الهجوم على اليمن نقلًا عن مسؤولين اسرائيليين، حيث تم تنفيذ غارات جوية وصفت بـ"الأعنف" على ميناء الحديدة ومنشآت يمنية أخرى، في هجوم قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ويأتي في أعقاب استهداف جماعة الحوثي لمطار بن جوريون قرب تل أبيب.
وقد أسفرت هذه الضربات بمقتل شخصين، وإصابة 42 آخرين، جراء القصف الأمريكي الإسرائيلي على مصنع إسمنت باجل بالحديدة غرب اليمن.
ومن جانبها قالت القناة الـ12 العبرية، إن المقاتلات الإسرائيلية المشاركة في قصف اليمن، أسقطت نحو 50 قذيفة على ميناء الحديدة الذي يعتبر الشريان الرئيسي لدخول المساعدات والبضائع إلى البلاد.
وفي هذا الصدد أجرت «نيوز رووم»، حواراً مع العميد ركن متقاعد "يعرب صخر"؛ مختص الأمن الوطني والدفاع اللبناني، والذي جاء كالتالي:
متى ينتهى الصراع ما بين اليمن و إسرائيل ؟
أكد العميد الركن المتقاعد يعرب صخر، أن عملية التحارب الغير المباشر ما بين الحوثيين واسرائيل، هى عملية لا تزال تقتصر على الشكل فقط، حيث أن الإدارة الأمريكية هي من تتولى هذا الموضوع، ولكن يبدو أن الإدارة الأمريكية ليست بصدد إنهاء هذه الظاهرة الحوثية، بل همها هو تأمين الملاحة البحرية والتجارية الدولية في البحر الاحمر، ولو أرادت القضاء على الحوثيين لفعلت، فمنذ منتصف مارس حتى الآن لا نرى سوى قصف واستهدافات.
هل القصف الأمريكى لا يزال مستمرًا على اليمن؟
قال صخر، أمريكا تدمر اليمن لليمنيين ولا يتأثرالحوثيين بأي شئ، سوى بإضعاف قواته لكن ما حدث لإسرائيل وسقوط صاروخ أطلقه الحوثيين في مطار بن جوريون، دلل أن أمريكا لا تعالج المسألة بشكل جذري، واسرائيل في ردها فمن خلال إطلاق 30 طائرة فى الحملة الجوية على اليمن كانت ترسل رسائل إلى أمريكا بأن الأمور لا تعالج هكذا، يجب أن تعالج أزمة الحوثي كما تم معالجة حزب الله في لبنان، وأن ما فعلته إسرائيل بحزب الله باستهدافها بنية القيادة ومنظومة القيادة والسيطرة وتقويض صانعي القرار من الرؤوس القيادية العالية فى حزب الله، حيث خلقت حالة إنهاك وإرباك استغلتها إسرائيل من خلال استهداف مرتكزات القوة لحزب الله من الترسانة الصاروخية والتسليحية الضخمة، وأصبح 80 % من قدرات حزب الله مدمرة من حيث التسليح والقوة البشرية و القيادية والمعنوية وحتى المالية .
هل اسرائيل ترسل رسائل لأمريكا عبر الضربات الجوية ؟
أشار صخر، إلى أن اسرائيل فى قصفها العنيف لليمن ترسل رسالة لأمريكا قبل اليمن، بأن الأسلوب الأمثل في التعامل مع الحوثي، يجب أن يكون وفقًا لما تم مع حزب الله فى لبنان، فلا يمكن القضاء على إيران عبر محاربتهم فوق الأرض بل محاربتهم فوق الأرض وتحت الأرض واستهداف قيادتهم وقطع طرق التواصل فيما بينهم .
والنهاية عسكريًا لا تكتمل في أي مهمة إلا من خلال تم إنزال قوات برية على الارض، بمعنى يجب إتاحة الفرصة للقوات الشرعية اليمنية أن تستلم الأرض هذا هو الاجتياح البري، وهذا هو الذي سينهى الظاهرة الحوثية تمامًا، كما فعلت الثورة السورية وقلبت الوضع في سوريا في 10 أيام عندما أمسكت بالأرض.
لن يجدي أسلوب أمريكا مع الحوثيين غير ذات الأسلوب الذي اتبعته إسرائيل مع حزب الله ؟
أوضح صخر، الضربات الأمريكية أو الإسرائيلية على الحوثيين في اليمن، لا تغير في واقع الميدان شيئا، إذ أنها مهما تكثفت، تبقى ضربات تكتيكية وليست إستراتيجية حاسمة، وليس في الخطوات التي تليها خطة عمل بري تسيطر على الأرض وتنهي الأمر.
وكل تلك الاستهدافات للمرافق اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين على اختلافها، لا يهم الحوثيين كثيرا، بل لا يضر غير الشعب اليمني وكل استهداف لكل ما فوق الأرض يبقى ناقصا، ما لم يزامنه كشف عقدة شبكة الأنفاق وضربها مع مخابيء الصواريخ ومستودعات الترسانات التسليحية.
ومع ذلك يبقى أن العامل الأكثر حسمًا هو اصطياد القيادات الميدانية (الصف الثالث)، ورؤوس مراكز القيادة والسيطرة (الصف الثاني)، ورجالات حلقة صنع القرار( الصف الأول)، لذلك نرى أن القوة الجوية الأمريكية منذ منتصف مارس حتى تاريخه، ورغم قضها وقضيضها، لا يزال الحوثي يهدد ويطلق الصواريخ.. لماذا؟.
لأن الأمريكي لا يهمه سوى تأمين الملاحة البحرية والتجارة الدولية في البحر الأحمر، ولو يريد إنهاء الظاهرة الحوثية لكان قد مهد السبيل لقواته البرية ولقوات المارينز لديه باحتلال المرافيء والبقع الحساسة على الأقل؛ أو لو قام بتنسيق مع قوات الشرعية اليمنية لتستلم الأرض، وهذا ما لم يحصل حتى الآن.