خلال مشاركتها في التدريبات الجوية المشتركة "نسور الحضارة 2025"
«الوحش الأسود - Black Hawk» يحلق في سماء مصر ويقلق إسرائيل

أثار الظهور الأول للمروحية الصينية المتقدمة Z-20 في مصر، خلال مشاركتها في التدريبات الجوية المشتركة "نسور الحضارة 2025"، اهتمامًا واسعًا في الأوساط العسكرية الإسرائيلية، التي تابعت الحدث عن كثب، معتبرةً إياه مؤشرًا على تحوّل استراتيجي في توجهات القاهرة نحو تنويع مصادر تسليحها الجوي، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة.
اهتمام إسرائيلي لافت وقلق من البديل الصيني
وفي تقرير لموقع "Nziv" العبري، جاء العنوان معبّرًا عن طبيعة الترقب: "مروحية الهجوم الصينية المتطورة Z-20 تظهر لأول مرة في مناورة جوية مشتركة مع مصر.. ما سرها؟". التقرير أشار إلى أن الطائرة، والتي يطلق عليها البعض لقب "الوحش الأسود" "بلاك هول - Black Hawk"، تمثل توجهًا مصريًا متزايدًا نحو دراسة منصات عسكرية متقدمة بديلة، في ظل القيود الأمريكية المفروضة على تصدير نسخ حديثة من مروحية "بلاك هوك" الشهيرة.
يُذكر أن الولايات المتحدة ترفض منذ سنوات تزويد مصر بأحدث نسخ المروحية UH-60، التي تعمل حاليًا ضمن سلاح الجو الإسرائيلي، استنادًا إلى قانون أمريكي خاص يضمن ما يُعرف بـ"التفوق العسكري النوعي لإسرائيل" في الشرق الأوسط.

الصين تستنسخ الطائرة الأمريكية
وبحسب مراقبين، فإن Z-20 تمثل استنساخًا متطورًا للمروحية الأمريكية بلاك هوك، بعد أن حصلت الصين في ثمانينيات القرن الماضي على عدد محدود منها قبل انقطاع التعاون العسكري مع واشنطن. هذه التجربة، التي وفرت نموذجًا هندسيًا واقعيًا، أتاحت للمهندسين الصينيين تطوير طائرة مشابهة في المظهر والمواصفات، لكنها تعتمد كليًا على تكنولوجيا صينية.
وتسعى بكين الآن لتقديم Z-20 كخيار منافس في الأسواق الدولية، خاصةً للدول التي تواجه صعوبات سياسية في الحصول على تسليح أمريكي أو غربي.

ما هي طائرة Z-20؟
طائرة Z-20 هي مروحية متوسطة المدى متعددة المهام، طورتها شركة هاربين الصينية، ودخلت الخدمة رسميًا في صفوف القوات المسلحة الصينية عام 2018.
تتميز المروحية بقدرتها على أداء مجموعة متنوعة من المهام، تشمل النقل العسكري، والإسقاط الجوي، والدعم الأرضي، والهجوم المسلح، كما طُورت منها نسخة بحرية متخصصة في مهام الحرب المضادة للغواصات، ما يجعل منها منصة مرنة وفعالة وقادرة على التكيف مع ظروف وساحات قتال متعددة.
تعكس هذه المروحية توجهًا صينيًا واضحًا نحو تطوير أسلحة عالية التقنية تكون قادرة على منافسة نظيراتها الغربية من حيث الأداء والموثوقية. وتشغل المروحية بمحركين صينيي الصنع تبلغ قوتهما 2400 حصان، ويقودها طياران، ويمكنها نقل ما يصل إلى 15 جنديًا أو فردًا من طاقم المهمة.
كما تستطيع حمل طن واحد من الحمولة داخل الطائرة أو ما يصل إلى أربعة أطنان من الحمولة الخارجية، بما في ذلك المعدات والإمدادات والأسلحة.
ويبلغ وزنها الفارغ حوالي 5000 كجم، في حين يصل الحد الأقصى لوزن الإقلاع إلى 10 أطنان. وتمكنها هذه المواصفات من أداء عمليات إنزال وتزويد سريع في ميادين القتال، مما يعزز من فعاليتها التكتيكية.

الأداء الجوي للطائرة
من حيث الأداء الجوي، تستطيع المروحية التحليق بسرعة قصوى تصل إلى 360 كيلومترًا في الساعة، بمدى طيران يصل إلى 460 كيلومترًا، كما يمكنها بلوغ ارتفاع أقصى قدره 6000 متر.
والطائرة مزودة بأنظمة طيران إلكترونية متطورة تعتمد على تقنية الطيران السلكي، إلى جانب حزمة شاملة من أنظمة الملاحة والاتصالات، والإنذار المبكر من الصواريخ، والتوجيه البصري، وهي أنظمة تعزز قدرتها على تنفيذ مهامها بكفاءة في بيئات عمليات معقدة وتحت ظروف قتالية متعددة التهديدات.
ويأتي اهتمام مصر بهذه المروحية في إطار سعيها المستمر لتنويع مصادر التسليح وتوسيع خياراتها الاستراتيجية، لا سيما في مجال الطيران العسكري، الذي يُعد من أكثر القطاعات حساسية وتأثرًا بالتوجهات السياسية للدول المُصنعة.
ويمثل ظهور Z-20 في مناورات عسكرية مصرية مؤشرًا على اختبار ميداني محتمل، وربما تمهيدًا لإبرام صفقة مستقبلية، خصوصا أن المروحية تُوفر قدرات مشابهة لتلك التي حُرمت منها القاهرة بموجب الضغوط الأمريكية.
الصين، بدورها، لا تخفي طموحها في تسويق Z-20 على نطاق واسع، مستفيدة من إمكاناتها الصناعية وقدرتها على تقديم منتجات عسكرية بأسعار تنافسية وشروط سياسية أكثر مرونة.
إلا أن الخطوة الصينية لا تخلو من الجدل، إذ يرى كثيرون أن المروحية الجديدة تمثل نتيجة مباشرة لما يُسمى بـ"النسخ التكنولوجي"، في حين تراها بكين تعبيرًا عن نضج صناعتها الدفاعية واعتمادها على الذات.
وفي ظل هذا المشهد، تبدو مصر وكأنها تفتح نافذة جديدة في ملف التسليح، عبر اختبار بدائل غير تقليدية قد تمنحها مرونة أكبر في بناء قوتها الجوية، وتحررها تدريجيًا من القيود المفروضة على بعض أنواع التسليح الغربي المتقدم.