تقليد يعود إلى 400 عام
بعد عامين.. قصر باكنجهام يكشف النقاب عن لوحة تتويج الملك تشارلز

كُشف النقاب عن لوحة تتويج الملك تشارلز، ملك بريطانيا، اليوم الثلاثاء، بعد عامين من تتويجه، في تقليد يعود تاريخه إلى أكثر من 400 عام، حين كانت هذه اللوحة تُمثّل الصورة المُميّزة للملك.
وصرح قصر باكنجهام في بيان له يوم الثلاثاء بأن لوحة تشارلز، مرتديًا رداءه الرسمي، يقف بجانب التاج الإمبراطوري، ولوحة لزوجته الملكة كاميلا، ستُعرض في المعرض الوطني بلندن لمدة شهر قبل نقلها إلى قصر باكنجهام ، مقرّهما الدائم.
وكلف الملك والملكة برسم اللوحتين بعد فترة وجيزة من حفل التتويج في دير وستمنستر بلندن، باختيار فنانين مختلفين. وصرح قصر باكنجهام بأن بيتر كوهفيلد هو من رسم تشارلز، بينما اختارت كاميلا بول بيني.
الإنسانية والفخامة
من جهته، قال كوهفيلد في بيانٍ له عن صورة الملك التي تتخذ من قاعة العرش في قصر سانت جيمس خلفيةً لها: "لقد سعيتُ لإنتاج لوحةٍ تجمع بين الإنسانية والفخامة، مُواصلاً بذلك تقليد تصوير البورتريه الملكي".
إنسانية وتعاطف شخصٍ استثنائيٍّ
وتظهر كاميلا وهي ترتدي فستان تتويجها الحريري العاجي، بجانب تاجٍ مختلف. قال بيني إنه أراد إظهار بلطابع التاريخي للتتويج، مع إظهار "إنسانية وتعاطف شخصٍ استثنائيٍّ كهذا يتولى دورًا استثنائيًا".
تاريخيًا، استُخدمت اللوحات كعرضٍ للسلطة، وتعد أقدم مثالٍ في المجموعة الملكية هو صورة جيمس الأول ملك إنجلترا، وجيمس السادس ملك اسكتلندا، من عام 1620.
الأمير تشارلز أخيرا ملكا لبريطانيا
وفي سبتمبر 2023، وبعد وفاة والدته الملكة إليزابيث أصبح الأمير تشارلز أخيرا ملكا لبريطانيا و14 بلدا آخر، لينتهي انتظاره لأكثر من 70 عاما لاعتلاء العرش، وهو الأطول لولي عهد في التاريخ البريطاني.
ويواجه تشارلز مهمة شاقة، فوالدته الراحلة كانت تحظى بشعبية جارفة واحترام كبير، لكنها تركت عائلة ملكية تمزقها الفضائح والخلافات الأسرية، بجانب المزاعم المتكررة عن عنصرية مسؤولي قصر بكنجهام.

لوحة تتويج الملكة إليزابيث
كان تتويج الملكة إليزابيث الثانية في 2 يونيو 1953 أول حفل تتويج ملكي بريطاني يُبثّ تلفزيونيًا. انضمّ سبعة وعشرون مليون بريطاني و 85 مليون أمريكي إلى المشاهدين حول العالم لمشاهدة البثّ.
تقول أريان تشيرنوك، أستاذة التاريخ بجامعة بوسطن: "قبل عام 1953، كانت الشخصيات المرموقة هي المشاركين الرئيسيين في مراسم التتويج. لم يكن الجمهور العالمي على دراية بما جرى إلا من خلال التقارير الصحفية". وتضيف: "من المستحيل فصل التغطية الإعلامية عن الحدث نفسه. لقد كان استعراضًا للقوة العالمية والتأثير البصري".