أمجد الشوا: آلية إدخال المساعدات إلى غزة محاولة إسرائيلية لتجويع السكان |فيديو

أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن الآلية التي تقترحها إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تُعد "مخالفة صريحة لكل مبادئ العمل الإنساني الدولي"، وتُستخدم كأداة إضافية في سياسة تجويع الفلسطينيين ودفعهم نحو النزوح القسري، مشيرا إلى أن هذه الآلية تتم بإشراف شركات أمنية أمريكية ورقابة مباشرة من جيش الاحتلال، وتشمل توزيع صناديق غذائية لا تتجاوز 20 كيلوجرامًا للعائلات أسبوعيًا، وفق قوائم يحددها الاحتلال نفسه، ما يعني حرمان آلاف العائلات من حقها في المساعدات.
خطة مبيتة للإخلاء القسري
وأوضح الشوا خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" مع منى عوكل، أن إسرائيل تسعى من خلال هذه السياسة إلى إجبار السكان على التوجه جنوبًا، خاصة أن نقاط توزيع المساعدات المقترحة تقع حصريًا في جنوب قطاع غزة، قائلا: "هذه ليست مجرد عملية توزيع مساعدات، بل خطة مبيتة للإخلاء القسري وتفريغ شمال ووسط القطاع من سكانه، في ظل غياب أي ضمانات للحماية، واستمرار عمليات القتل والاعتقال بحق المدنيين".
وحذّر من خطورة استثناء وكالات الأمم المتحدة والمنظومة الإنسانية الدولية من هذه الآلية، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد إقصاء كل المؤسسات التي عملت بشفافية ونزاهة خلال الأشهر الماضية، في محاولة للسيطرة الكاملة على توزيع المساعدات وتوقيت دخولها، مما يُعمّق الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة الفلسطينيين.
وأضاف الشوا أن الاحتلال يمنع دخول أكثر من 13 ألف طن من المساعدات المخزنة على المعابر، وبعضها مهدد بانتهاء صلاحيته. وأشار إلى أن هذه السياسة تعني عمليًا تقنين الغذاء والتحكم به كوسيلة ضغط، إلى جانب منع دخول تطعيمات الأطفال والمستلزمات الطبية، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا لبقاء السكان على قيد الحياة، خاصة في ظل توقف عمل معظم المخابز والمراكز الطبية ونفاد مخزون المواد الغذائية.
ومن ناحية أخرى، قال يوسف أبو كويك مراسل "القاهرة الإخبارية" من غزة، إن الأوضاع الميدانية في قطاع غزة تشهد تصعيدًا عسكريًا خطيرًا في الساعات الأخيرة، حيث ارتقى شهيد فلسطيني جراء استهدافه من قبل طائرة إسرائيلية مسيّرة في منطقة الشعف شرق مدينة غزة، وهي منطقة تعرضت طوال الليلة الماضية لقصف مدفعي كثيف وعمليات تفجير نفذتها القوات الإسرائيلية المتوغلة، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي دفع صباح اليوم بمزيد من الآليات والجرافات نحو شمال غرب بلدة بيت لاهيا، حيث فُجّرت إحدى "الروبوتات المفخخة"، ما تسبب في دمار هائل بمنازل المدنيين المهجورة بفعل القصف السابق.
وأضاف خلال رسالة على الهواء مع منى عوكل، أن محافظة خان يونس، جنوب القطاع، شهدت قصفًا عنيفًا طال أطرافها الشرقية والجنوبية الشرقية، وأسفر عن استشهاد طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات إثر استهداف منزل وخيمة مجاورة في المنطقة الغربية من المدينة، وتم نقل المصابين إلى المستشفى الميداني الكويتي قبل تحويلهم إلى مستشفى ناصر، وفي المحافظة الوسطى، واصلت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية استهداف مناطق عدة، أبرزها منطقة السوارحة، حيث أوقع القصف شهيدين وعددًا من الجرحى، بعضهم في حالة حرجة.
وتابع أن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يقل مأساوية، إذ يواجه سكان القطاع مجاعة شاملة غير مسبوقة، في ظل انعدام الغذاء والمياه والأدوية، موضحا أن تقارير المنظمات الدولية أكدت أن هذه المرحلة تُعد الأخطر منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر، مع استمرار الاحتلال في عرقلة إدخال المساعدات، بما في ذلك تطعيمات الأطفال والمستلزمات الطبية.
وأشار يوسف أبو كويك إلى أن المجاعة لم تعد محصورة في شمال القطاع فقط، بل باتت تضرب كل المحافظات الأربع، في ظل عزل مدينة رفح بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي، وتعتمد غزة وشمالها اليوم على كميات محدودة من المنتجات الزراعية التي تصل عبر الطريق الساحلي، بعد أن سيطر الجيش على معظم الأراضي الزراعية، التي كانت تمثل سلة الغذاء الأساسية لسكان القطاع.