لأول مرة.. طائرات مقاتلة صينية تحلق فوق الأهرامات في مناورة عسكرية مشتركة

حلقت الطائرات المقاتلة الصينية فوق الأهرامات المصرية، وتردد صداها في أنحاء الشرق الأوسط، مع اختتام بكين مناوراتها العسكرية مع القاهرة الهادفة إلى تقويض النفوذ الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة المضطربة.
تعميق العلاقات العسكرية
ونشر الجيش الصيني، الاثنين مقاطع فيديو لطائراته النفاثة السريعة وطائراته المروحية وطائرات النقل وهي تحلق عالياً فوق الصحراء الكبرى، مشيداً بتدريبات القوات الجوية المشتركة الافتتاحية مع مصر باعتبارها "إشارة إلى تعميق العلاقات العسكرية وتحول التحالفات".
وتأتي التدريبات المشتركة مع أحد أكبر شركاء الولايات المتحدة في مجال الأمن في الوقت الذي تتجه فيه واشنطن بشكل متزايد نحو الداخل في عهد الرئيس دونالد ترامب، مما يسمح للصين بتعميق العلاقات عبر شمال إفريقيا واستثمار مليارات الدولارات في مشاريع أمنية.
"بينما تتطلع مصر إلى ما هو أبعد من شراكتها التقليدية مع الولايات المتحدة، فإن عصراً جديداً من التعاون يحلق في سماء القاهرة"، هذا ما جاء في مقطع فيديو نشره القسم الدولي في قناة CCTV الحكومية، أثناء إقلاع طائرة نفاثة في الليل.
نسور الحضارة 2025
وذكرت صحيفة جلوبال تايمز، التابعة لصحيفة الشعب اليومية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، أن مناورات "نسور الحضارة 2025" أرست أسسًا لتعاون محتمل بين جيشي البلدين، في وقت تسعى فيه مصر إلى تحديث معداتها القتالية، نقلاً عن خبراء.
ويقول محللون إن المناورات التي تستمر 18 يومًا تُسهم أيضًا في ترسيخ مكانة مصر كقوة إقليمية رئيسية وسط تنامي الاضطرابات في المنطقة.
وقال إريك أورلاندر، المؤسس المشارك لمشروع الصين-الجنوب العالمي: "إنها دبلوماسية عامة رائعة (للصين)، لا سيما في الشرق الأوسط". وأضاف: "هذا ما يجذب الناس إلى الصين لبيع الطائرات بدون طيار، وصواريخ أرض-جو، والأسلحة الخفيفة، ووسائل النقل، وما إلى ذلك".
وتابع أورلاندر: "قوة إقليمية كبرى تحتاج إلى سلاح جوي، أليس كذلك؟".
وحذر أورلاندر من أن تغيير أنظمة المقاتلات النفاثة مكلف للغاية، وأن واشنطن قد تختار حجب الدعم العسكري المالي عن القاهرة إذا زادت مشترياتها من التقنيات الصينية.
لكن الولايات المتحدة، الشريك الأمني الرئيسي لمصر وجارتيها إسرائيل والأردن منذ أواخر السبعينيات، أجرت تخفيضات كبيرة في الإنفاق الخارجي في عهد ترامب، وهو ما كان له أثرٌ ملموسٌ في جميع أنحاء المنطقة.
ومع تفاقم أزمة غزة في شمالها الشرقي، والعنف العرقي في السودان جنوبًا، وعدم الاستقرار السياسي في ليبيا غربًا، تجد مصر نفسها مُحاصرة على ثلاث جبهات.
استثمارات جديدة بمليارات الدولارات
وتعهدت الصين منذ ذلك الحين باستثمارات جديدة بمليارات الدولارات في مشاريع مثل منشآت تصنيع الأقمار الصناعية في مصر القادرة على إنتاج معدات مراقبة عسكرية.
وقالت القوات الجوية الصينية في بيانٍ بمناسبة اختتامها إن التدريبات تُمثل "نقطة انطلاق جديدة وعلامة فارقة في التعاون العسكري بين البلدين".