عاجل

«الصواريخ الباليستية» معضلة إسرائيل الكبرى بمواجهة أعدائها

الصواريخ الباليستية
الصواريخ الباليستية معضلة إسرائيل

تشكل الصواريخ الباليستية بعيدة المدى تهديدًا إستراتيجيًا خطيرًا على دولة إسرائيل، وبخاصة حين تكون هذه الصواريخ في يد خصوم إقليميين مثل إيران، وفقًا لما نقله موقع Nziv الإسرائيلي.

وأشار التقرير، إلى أن إطلاق هذه الصواريخ لا يمكن اعتباره مجرد عمل عسكري تقليدي، بل يُعد تهديدًا مباشرًا لحياة السكان المدنيين داخل الأراضي الإسرائيلية. 

ومن هنا، فإن الرد الإسرائيلي على مثل هذا الهجوم لا بد أن يكون صارمًا وغير متناسب، نظرًا لطبيعة السلاح المستخدم، وما يمثله من خرق خطير للأعراف الأمنية العالمية بعد الحرب العالمية الثانية.

الصواريخ الباليستية معضلة إسرائيل

ظهرت الصواريخ الباليستية للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية، حين طورت ألمانيا النازية صواريخ V2، واستخدمتها لقصف العاصمة البريطانية لندن ومدن أخرى، ما تسبب في مقتل الآلاف وتدمير هائل للبنية التحتية. 

<span style=
الصواريخ الباليستية معضلة إسرائيل

وفي ذلك الوقت، لم تكن هناك أي وسائل تقنية لاعتراض هذه الصواريخ، التي كانت تصل إلى أهدافها دون إنذار.

وعلى الرغم من التطورات التكنولوجية التي شهدها العالم منذ ذلك الحين، إلا أن اعتراض الصواريخ الباليستية ما زال يمثل تحديًا هائلًا، لا سيما إذا كانت الصواريخ تُطلق من مسافات بعيدة. 

وتُعتبر إسرائيل من الدول القليلة التي نجحت في تطوير منظومة دفاعية فعالة نسبيًا لاعتراض هذه الصواريخ، مثل منظومة "حيتس 3"، لكن التجربة أثبتت أن هذه المنظومات، رغم كفاءتها، لا تقدم حماية مطلقة.

لماذا تُعد الصواريخ الباليستية خطرًا بالغًا؟

تُطلق الصواريخ الباليستية عادةً من قواعد أو منصات متنقلة، تقع على مسافات بعيدة، قد تصل إلى آلاف الكيلومترات من الهدف. وبفضل سرعتها العالية، فإنها تصل إلى هدفها خلال دقائق من الإطلاق، ما يجعل عملية اكتشافها واعتراضها أمرًا في غاية الصعوبة. وفي كثير من الحالات، لا يحصل السكان المدنيون على أي تحذير مسبق.

تحمل هذه الصواريخ رؤوسًا حربية ثقيلة قد يصل وزنها إلى 1500 كجم، وهو ما يجعل تأثيرها التدميري بالغًا. ضربة مباشرة من صاروخ باليستي قد تؤدي إلى تدمير مبنى بأكمله بمن فيه، في حين أن الضربات القريبة قد تسبب أضرارًا جسيمة للمناطق السكنية المحيطة. 

<span style=
الصواريخ الباليستية معضلة إسرائيل

وفي حال وقوع مثل هذه الضربات، فإن أنظمة الدفاع الصاروخي، وحتى المناطق المحمية، قد لا تصمد أمام قوة الانفجار، ما يجعل الملاجئ الأرضية العميقة هي الوسيلة الوحيدة الفعالة للحماية.

تحلق الصواريخ الباليستية على ارتفاعات شاهقة، وأحيانًا خارج الغلاف الجوي، ما يجعل من الصعب اعتراضها عبر الوسائل التقليدية. فالطائرات المقاتلة والصواريخ المضادة للطائرات ليست مصممة للتعامل مع هذا النوع من التهديد، وحتى أنظمة الدفاع المتطورة تواجه صعوبات تقنية واعتراض غير مؤكد النتائج.

وإحدى الإشكاليات الخطيرة هي التفاوت الكبير بين كلفة الصاروخ المهاجِم وكلفة الصواريخ الاعتراضية. فبينما قد يُكلف الصاروخ الباليستي الإيراني مئات الآلاف من الدولارات، فإن محاولة اعتراضه قد تتطلب صواريخ باهظة الثمن، تصل كلفة الواحد منها إلى عدة ملايين. 

وفي حال شن هجوم واسع أو ممتد، فإن مخزون الصواريخ الاعتراضية قد ينفد بسرعة، ما يُفقد إسرائيل القدرة على مواصلة الدفاع الفعال.

أصبحت الصواريخ الباليستية الحديثة أكثر تطورًا من سابقاتها، فهي قادرة على المناورة أثناء الطيران، بل وقد ينفصل الرأس الحربي عن الصاروخ نفسه ليُناور باتجاه الهدف النهائي، مما يزيد من صعوبة اعتراضه حتى بالوسائل التقنية المتقدمة.

<span style=
الصواريخ الباليستية معضلة إسرائيل

الصواريخ الباليستية: الحرب العالمية الثانية

منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لم تتعرض الدول غير المنخرطة في حروب شاملة لهجمات بصواريخ باليستية بعيدة المدى. حتى في حرب يوم الغفران عام 1973، امتنعت مصر عن استخدام الصواريخ الباليستية التي كانت بحوزتها ضد إسرائيل، ربما لأسباب تتعلق بالحدود أو بردود الفعل الدولية المحتملة.

لكن اليوم، نجد أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتعرض لهجوم بصواريخ باليستية بينما لا تخوض حربًا شاملة بالمفهوم التقليدي. هذا الوضع يُعد غير مسبوق، ولا يمكن القبول باستمراره.

وفي حال تعرضت إسرائيل لهجوم بصواريخ باليستية من إيران أو من جهات أخرى، فيجب التعامل مع الهجوم على أنه تسبب في مئات القتلى والجرحى في قلب المدن الإسرائيلية، حتى وإن لم يقع الضرر الفعلي بذلك الحجم. 

ويجب أن يكون الرد غير متناسب، ليس فقط لحماية المدنيين ومنع تكرار الهجوم، بل لأن استخدام مثل هذه الأسلحة يُشكل تهديدًا غير مسبوق على المستوى العالمي، وخرقًا واضحًا للقواعد التي استقرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

تم نسخ الرابط