مجلس الأمن يطالب الهند وباكستان بإجراء محادثات بشأن كشمير

حثّ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهند وباكستان،على تخفيف التوتر وتجنب الصراع العسكري، حسبما أعلنت باكستان اليوم الثلاثاء، مع تصاعد الأعمال العدائية بين الجارتين النوويتين بعد هجوم دامي على سياح في منطقة كشمير المتنازع عليها.
تهديد وشيك
وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية، في إشارة إلى اجتماع المجلس الذي عُقد يوم الاثنين في نيويورك، بأن أعضاء المجلس اطلعوا على الوضع في المنطقة، وأُبلغوا بمعلومات استخباراتية تشير إلى "تهديد وشيك" باتخاذ الهند إجراءات.
وقالت الوزارة في بيان: "دعا الأعضاء إلى الحوار والدبلوماسية لتهدئة التوتر وتجنب المواجهة العسكرية.. وحل القضايا سلمياً".
ولم تردّ وزارة الخارجية الهندية فوراً على طلب التعليق على الاجتماع، الذي طلبته إسلام آباد.
الاستعداد الدفاع للدولتيين
وعزز الجانبان دفاعاتهما في ظل تدهور العلاقات بعد هجوم 22 أبريل/نيسان الذي استهدف سياحاً هندوساً، وأسفر عن مقتل 26 شخصاً.
واتهمت الهند باكستان بالتورط، قائلةً إن اثنين من المهاجمين الثلاثة المشتبه بهم مواطنان باكستانيان.
نفت إسلام آباد هذا الاتهام، لكنها أكدت استعدادها التام للدفاع عن نفسها في حال تعرضها لهجوم، مما دفع القوى العالمية إلى الدعوة لتهدئة التوتر.
تجربتين صاروخيتين
أجرت باكستان تجربتين صاروخيتين خلال ثلاثة أيام، وكشفت الهند يوم الثلاثاء عن خطط لتدريبات الدفاع المدني في عدة ولايات، شملت إطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية وخطط الإخلاء.
باكستان حاليًا عضو غير دائم في مجلس الأمن. أما الهند، فهي ليست كذلك، لكن نيودلهي أجرت محادثات مع أعضاء المجلس قبل اجتماع يوم الاثنين.
وقال مصدر هندي مطلع على المناقشات إن العديد من الأعضاء أعربوا عن قلقهم من أن تجارب باكستان الصاروخية وخطابها النووي عوامل "تصعيدية".
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "فشلت أيضًا جهود باكستان لتدويل الوضع. ونُصحوا بحل القضايا ثنائيًا مع الهند".
ضبط النفس
من جهته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الاثنين على ضرورة تجنب مواجهة عسكرية قد "تخرج عن السيطرة بسهولة"، مضيفًا: "حان الوقت لأقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن حافة الهاوية".
أعلن الطرفان المتنافسان عن سلسلة من الإجراءات ضد بعضهما البعض بعد أعمال العنف، بدءًا من تعليق التجارة ومعاهدة مياه رئيسية، وصولًا إلى إغلاق مجالهما الجوي وتقليص عدد موظفي السفارتين.
حذّرت وكالة موديز للتصنيف الائتماني من أن المواجهة قد تؤثر سلبًا على اقتصاد باكستان البالغ 350 مليار دولار، والذي لا يزال يتعافى من أزمة اقتصادية دفعته إلى حافة التخلف عن سداد ديونه الخارجية في عام 2023.
وأضافت أن ارتفاع الإنفاق الدفاعي قد يؤثر سلبًا على القوة المالية للهند ويبطئ من ضبط أوضاعها المالية.
لطالما كانت كشمير محور العداء بين الهند وباكستان لعقود، وقد سبق للهند أن اتهمت باكستان بمساعدة الانفصاليين الإسلاميين الذين يقاتلون قوات الأمن في الجزء الخاضع لها من الإقليم. وتنفي إسلام آباد هذا الاتهام.