الحاجة صباح في القليوبية: ولادي طردوني وساكنة في عشة |صور

“قلبي على ولدى انفطر وقال ولدى على حجر”، بتلك الكلمات عبرت المسنة صباح محمد التى تجاوز عمرها الثمانون عاما، وتعيش في الشارع تحت وطأة موجات البرد والأمطار والحر الشديد تستتر بقطع من الخيش والمشمع الممزق في عشة بمنطقة مزلقان اسطنها بقرية كفر الجزار التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية.
فعلى بعد مسافة صغيرة من مدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية يرى عابرى الطريق والمارة والسائقين المراجعين نحو طريق القاهرة الاسكندرية الزراعى وطريق بنها- الباجور مشهد عشة متهالكة توجد بجوار احدى الترع وتحاوط تلك السنة المتهالكة المصنوعة من اعواد الاشجار ومظلله بالخيش وبقايا الملابس القديمة والمشمع الذى تمزق بفعل العوامل الجوية.
في ذلك المكان تعيش الحاجة صباح محمد محمد التى تجاوز عمرها الثمانون عاما بعد ان تخلى عنها ابناؤها من اجل عيون زوجاتهم واصبح رفيقها هو قطها الصغير وكلبين صغيرين كانا يحرسانها ولكن معدومى الضمائر انهوا حياة الكلبين من أجل سرقة متعلقاتها.
وفي تلك العشة تجد اكياسا من القماش الصغير جدا معلقة في جوانب العشة تم ملؤها بأعشاب الشيح خوفا من الثعابين والزواحف، وتقول الحاجة صباح:" أنا أعيش في الشارع منذ ما يزيد عن 6 سنوات بعد ان تركنى الجميع وحيدة بلا مأوى فقد طردت من شقة كنت اعيش فيها بالايجار ولما اجد سوى الشارع الذى كان احن على من فلذة اكبادى وقرة عينى الذين سهرت الليالى من اجلهم ولكنهم ببساطة تركونى ولكن لم ادعو عليهم يوما ولن ادعو وحتى ان دعوت فانا اكره من يؤمن على دعوتى “ بدعى على أبنى واكره اللى يقول أمين”.
مستطردة بقولها: أنا هنا أعيش على بيع الذرة المشوى لتوفير نفقات طعامى وعلاجى وخاصة اننى اصبحت عاجزة عن الحركة لكبر سنى ومرضى وقدمى اصبحت تؤلمنى لدرجة اننى طلبت من كهربائي إحضار زيت بيستخدموه في أعمال الكهرباء اسمه زيت الكهربا استخدمه في دهان قدمى والحمدالله أشعر بالراحة.
وقالت بعد خروجى وطردى من شقة ايجار عشت هنا وتعرضت بسرقة كل متعلقاتى والأوانى التى أطبخ فيها ولكن رحمة الله أوسع من كل شيء فالراحمون بي لا زالوا موجودين من يحضر لى الماء ومن يشترى لى الطعام ومن يساعدنى أحيانا للوصول للمستشفي في حال مرضى الشديد".
وعن مطالبي فهى اتمنى حسن الخاتمة وان يساعدنى المسئولين في عمل كشك صغير ابيع فيه بعض الحلويات واعتبره مكانا للنوم والرزق وان توفانى الله فيه أكون قد توفيت ولم أكن عالة على أحد، وعقبت بقولها:" عزة نفسي منعتنى من استجداء ابنائى وطلب توفير مكان لى والانفاق على ولكننى اتوسل لله بالا يحوجنى لحد".
وقالت أنا أعيش في اجواء صعبة تحاوطنى القمامة والبوص وترعة تخرج منها الفئران والعرس والسحالى والثعابين فقمت بوضع الشيح لطرها، وكذلك الشارع وبعض الاشخاص السيئين والطقس بقسوته حياتى أصبحت صعبة وما يهونها هو حالة الرضا والشكر والقناعة والصلاة لله".